اعلان

مونديال قطر 2022 وابتسامة الرئيس

عبد العزيز أبوحمر
عبد العزيز أبوحمر

عودة التلاحم العربي كان كلمة السر في نجاح النسخة الـ22 من كأس العالم فيفا قطر 2022 مع التأكيد أحقية وجهود دولة قطر وقادتها فهم من خططوا ونفذوا وتحملوا المسؤولية كاملة فيما يتعلق بالتنظيم وبالتحديات الهائلة على مدار أكثر من عقد من الزمن وتحديدا منذ 2 ديسمبر 2010 عندما أعلن رئيس الفيفا السابق جوزيف سيب بلاتر عن فوز دولة قطر بتنظيم مونديال 2022.

وكصحفي مصري يعمل في الخارج منذ أكثر من 30 عاما، وهذا هو المونديال الثالث تواليا الذي أحضره كصحفي رياضي، كان الشئ الجديد والمحفز بالنسبة لي كمصري هو حضور السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للمباراة الافتتاحية لمونديال قطر 2022 والحقيقة وبإيجاز شديد كان ذلك مصدر تفاؤل بالنسبة لي ولكل المصريين المتواجدين في قطر وكانت ابتسامة الرئيس في الحفل الافتتاحي ملهمة بما فيها الكفاية ومؤشرا لما هو قادم من تعاون وتلاحم عربي في مونديال يقام لأول مرة على أرض عربية..

وأشهد أنه ومنذ 2 ديسمبر 2010 حيث تصويت الفيفا لصالح ملف قطر لاستضافة المونديال وحتى المباراة النهائية بين فرنسا والأرجنتين في 18 ديسمبر 2022، لم يقل مسؤول قطري واحد على أي مستوى أن هذا المونديال هو مونديال قطر وإنما مونديال كل العرب.

ومن جديد كصحفي مصري قضى آخر 16 عاما من رحلته بالخارج في دولة قطر، فقد عشت وتعايشت كل أحداث تنظيم مونديال قطر منذ فبراير 2009 عندما أعلنت قطر عن تقديم ملف لتنظيم الحدث الكروي العالمي، مرورا بموافقة الفيفا على الاستضافة في ديسمبر 2010 وما تلا ذلك من حملات انتقادات إعلامية واسعة خاصة من الصحف الإنجليزية فشلت جميعها في (سحب المونديال)، وصولا وباختصار إلى تنظيم أفضل نسخة في تاريخ كأس العالم بشهادة رئيس الفيفا وكل العالم.

لقد كانت رحلة شاقة على دولة قطر واختتمت بـ28 يوما عصيبة على المنظمين، وبدأ المونديال بحملات تخريبية من نوع آخر من خلال الحديث عن حقوق المثليين وما إلى ذلك من أباطيل وظهر في الدوحة كل ألاضيش حقوق الإنسان الذين جاءوا كصحفيين معتمدين من الفيفا ولم تمنع قطر دخولهم رغم مواقفهم العدائية ورغم أنهم (عملاء برخصة) لمنظمات حقوق الإنسان، وهي برأيي منظمات مأجورة تعمل ضد كل الدول العربية بشكل ممنهج ودون استثناء.

كما كان هناك أيضا حربا خفية من نوع آخر تمثلت في المقاطعة الجماهيرية (الأوروبية غير المعلنة) والدليل ببساطة هو تركيبة الجماهير في المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 بين فرنسا والأرجنتين، ورغم وجود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلا أن عدد الجماهير الفرنسية لم يتخطى 5 ألاف متفرج في مدرجات استاد لوسيل الممتلئ عن آخره بما يقرب من 90 ألف متفرج..

وفي نهاية المطاف، نجح مونديال قطر 2022 من كل الجوانب، فجماهيريا، ورغم أن سعة ما يقرب من 80% من الملاعب هي 40 ألف متفرج، إلا أن المباريات جميعها كانت مليئة بالجماهير وأصبح مونديال قطر ثالث أعلى نسخة من ناحية الحضور الجماهيري في تاريخ كأس العالم (بعد مونديال أمريكا 1994 وبفارق ضئيل عن مونديال البرازيل 2014)، ونجحت دولة قطر نجاحا باهرا في تنظيم أكبر حدث رياضي على وجه البسيطة، ورغم أننا كنا نتمنى تواجد منتخبنا المصري في هذه التظاهرة، إلا أن 'أهل مصر' تواجدوا بقوة في مونديال قطر منذ المباراة الافتتاحية بحضور السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي ولاحقا في التواجد اللافت للإعلام الرياضي المصري في ملاعب كأس العالم قطر 2022..

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً