اعلان

مسنون بالغربية هزمهم المرض وقتلتهم الوحدة.. وآخرون راقدون في دار العجزة.. تشابهت الأحداث والنهاية واحدة (صور)

"مسنون" بالغربية هزمهم المرض وقتلتهم الوحدة وآخرون راقدون في دار العجزة
"مسنون" بالغربية هزمهم المرض وقتلتهم الوحدة وآخرون راقدون في دار العجزة

شبح الشيخوخة

'الكبر'، تلك الكلمة التى تسببت فى رعب الكثيرين، فالجميع يخافون من تقدم السن بهم لأسباب عدة، منهم من ليس له ولد يرعاه والبعض الآخر لم يعمل ليوم هرمه، فلم يهتم بوالديه أو يرعاهم أو سرقته الدنيا بجمع المال ليستيقظ على ضياع صحته وخوار قواه، خلال الأيام الماضية شهدت محافظة الغربية في مناطق متفرقة منها، ثلاث قصص حزينة توفى اثنان بمفردهم بعد أن أهلكهم المرض والسن، وأخرى أودعت في دار رعاية، فمنهم من تركه أولاده ليكتشف الجيران جثته بعد وفاته بـ5 أيام وآخر توفى شقيقه الذي كان يرعاه، ليلحقه، فى الشارع دون عائل، أما الأخير فيضرب مثال حي على قول النبي: ' البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان' .

مسنون بالغربيةمسنون بالغربيةلم يشعروا بوفاته إلا بعد تعفنه

في منطقة أبو الحسن التابعة لحي ثان المحلة الكبرى، عاش 'عبدالمنعم الجنايني'، ذلك السبعيني، الذي توفيت زوجته، وتركته مع أولاده الثلاث، فى منزل مكون من أربع طوابق، إلا أن الأولاد تزوجوا وتركوه بين جدران منزله.

يقول 'أبو ربيع' صاحب المخبز المجاور لمنزل 'الجناينى': 'عم عبد المنعم كان موظف ومعاشرته كويسة، ربا ولاده وعلمهم وبعد جوازهم ابتدت الرجل تقل، والزيارات تخف حتى انقطعت'.

مسنون بالغربيةمسنون بالغربية

وتابع: 'اعتدنا على خروجه يوم بعد يوم لشراء مستلزمات البيت أو الأدوية وأحيانا يجلس أمام المنزل، كان دائم الشكوى من الوحدة والسن، ففي إحدى المرات التي صادفت وتحدثنا قال لي نصا 'بخاف، مش من البيت لكن أموت لوحدي عملتلى ايه الفلوس'.

مسنون بالغربيةمسنون بالغربيةرحل في صمت

فيما قالت 'روحية شلبى' صديقه زوجة المتوفى: اعتدنا على خروجه إلا أنه غاب لأكثر من ٣ أيام، فأرسلنا لأولاده إلا أنهم لم يأتوا إلا بعد 5 أيام، وكنا قد أبلغنا الشرطة لانبعاث رائحة كريهة من منزله.

وأضافت 'شلبي': عندما وصلت قوات الشرطة وفتحت المنزل وجدوه مسجى على الأرض، منتفخ، وتنبعث من جثته روائح كريهة، والجثة زرقاء، وعقب وصول أولاده رفضوا الدخول لرؤيته، وقال لنا دكتور الصحة أن سبب الوفاة غيبوبة سكر أودت بحياته.

مسنون بالغربية مسنون بالغربية

أما قرية سبرباي التابعة لمدينة طنطا، شهدت واقعة مؤسفة، حيث تشرد مسن بلغ من العمر أكثر من 70 عاما، عقب وفاة شقيقه، الذى كان يرعاه، يقول ' يامن لبيب' أحد أهالى قرية سبرباي: 'فقد بصره فى سن الثلاثين، وتكفل أخية الأصغر بخدمته، حيث لم يتزوجوا وظلوا يرعوا بعضهم البعض، إلا أن حالتهم الصحية أخذت في التدهور'.

وأضاف 'لبيب': 'استيقظنا منذ شهرين على خبر وفاة شقيقه الأصغر، والذى تركه وحيدا، حيث عانى كثيرا من تبعات كبر السن، وتنقل في أكثر من منزل من منازل الجيران، حتى فقد السمع إلى جانب كونه كفيف، كما أصيب بكسر فى المفصل، مما جعله عاجزا عن الحركة، الأمر الذي دفعنا الاتصال بفريق التدخل السريع'.

وتعود أحداث الواقعة، لورود بلاغ لرئيس فريق التدخل السريع من أحد المواطنين، عن وجود مسن بمنطقة سبرباي التابعة لمركز ومدينة طنطا، كفيف البصر ولا يسمع ولديه كسر في المفصل ويتواجد بأحد المنازل، ولا يستطيع رعاية نفسه عقب وفاة أخيه الذي كان يرعاه.

مسنون بالغربيةمسنون بالغربيةكما تدين تدان

وعلى الفور توجه فريق التدخل السريع، لموقع البلاغ المتواجد به المواطن المسن، وتبين أنه يبلغ من العمر 70 عاما، ويدعى 'ف م أ م'، وتم اصطحاب المسن للمجمع الطبى للتأمين بطنطا بسيارة الإسعاف، لتوقيع الكشف الطبى عليه، لوجود كسر بمفصله، وبالفحص الطبي تبين أن الكسر قديم ولا يمكن التدخل الجراحي بعد عمل الأشعات اللازمة للحالة، وتم نقله بسيارة الاسعاف الى مؤسسة المسنين والعجزة.

فيما شهدت قرية كفور بلشاي بمحافظة الغربية، عثور الأهالى على جثة متعفنة ملقاة بجوار أحد المباني تحت الإنشاء، والتي تبين أنها لمدرس لغة انجليزية، يدعى 'أ ش'، 67 عاما، توفي إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية، يقول أهالى القرية: أنهم وجدوه متعفن عقب وفاته بثلاث أيام وسط أكوام الركام ومخلفات البناء، مرددين 'دائن تدان'، حيث أشاروا إلى أنه ترك والدته المريضة بمفردها، دون أن يرعاها حتى توفت وحيدة بغرفتها، واكتشف الجيران الجثة عقب الوفاة بعدة أيام.

وتابعوا أنه لم ينجب لغضب والدته عليه، وتركته زوجته بسبب قسوة قلبه، فمات وحيدا ولم يشعر بوجوده أو غيابه أحد، ليكرر نفس مشهد وفاة والدته التي توفت في غرفتها وحيدة .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً