اعلان

لعنة سد النهضة مستمرة.. الملء الرابع قادم

سد النهضة
سد النهضة

تتفاقم الأزمة ويقترب الملء الرابع لسد النهضة، ورصد صور من الأقمار الصناعية تُظهر زيادة في مخزون سد النهضة، وسط تعنت واضح من الجانب الأثيوبي للوصول لحل وسط، فكيف ستواجه مصر التطور الجديد في سد النهضة؟.

قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجولولجيا والموارد المائية، إن أثيوبيا بدأت تخزين المياه بالتزامن مع بدء موسم الأمطار، موضحًا: لكي يتم تعلية السد في يناير فتحت أثيوبيا بوابتين للتصريف لا يوجد بهم توربينات'.

وأضاف في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن البوابتين، كان من الممكن أن يُخرجا من 50 لـ100 مليون متر مكعب يوميًا، وبعد مرور شهر تم إغلاق واحدة وتُركت الأخرى.

وأشار إلى أن المياه التي خرجت من يناير حتى وقتنا هذا حوالي 4 مليارات مكعب من مخزون الـ3 سنوات الماضية، موضحًا: 'يبقى الأصول إثيوبيا تخزن الـ4 مليار الأول بحيث ترجع زي السنة اللي فاتت، وبعد كده البحيرة تزيد بالتخزين الرابع'.

ولفت إلى أن التخزين الرابع من المتوقع أن يكون في منتصف الشهر الحالي، موضحًا: كده كده المياه بتتحجز من السنين اللي فاتت أو المياه الجديدة'.

وأِشار 'شراقي'، إلى أن إثيوبيا تركت فتحة واحدة من أجل دولة السودان، حيث أنه لو تم الإغلاق بالكامل سوف تحدث مشكلة كبيرة، مؤكدًا أن إثيوبيا تريد أن تكسب إرضاء السودان.

عباس شراقي: التخزين الرابع متوقف على ارتفاع السد

ونوه إلى أن التخزين الرابع متوقف على ارتفاع السد، ومن الواضح أنه تم التعلية في هذا العام تمت بصورة كبيرة، حيث تعدت الـ 20 مترًا، وبالتقريب المتر يُخزن مليار متر مكعب حيث أنه لو التعلية سجلت 25 مترًا فالمخزون 25 مليار متر مكعب وهذا رقم كبير.

وتابع أن الموسم بدايته من أول شهر 7 وكان من المفترض أن المياه تصل السودان بعد أسبوع، لكن المياه الآن يتم حجزها وربما يصل الأمر حتى منتصف شهر 9، مشيرًا إلى أن الموسم يبقى فيه أسابيع قليلة، ربما السودان يحصل على حصته من بقية الموسم، ومصر سوف تحصل على القليل جدًا من النيل الأزرق الذي يوجد عليه سد النهضة.

وأكد أن السد العالي هو الذي يحمي المواطن المصري من أضرار سد النهضة، مشيرًا إلى أن السد العالي به مخزون ولكن سيقل موضحًا: أي سحب مخزون لسد النهضة بينقص من مخزون السد العالي'.

عباس شراقي: المواطن لن يشعر بأي ضرر

وأضاف أستاذ الموارد المائية، أن المواطن لن يشعر بأي ضرر، لأن الدولة ستعوض الكمية التي سوف يتم تخزينها من بحيرة السد العالي، موضحًا: المواطن مش هتفرق معاه المياه جاية منين المهم يفتح الحنفية يلاقي مياه'.

وأشار إلى أن احتياطي السد العالي هو الذي سوف يتأثر، فالعام القادم سيكون بنسبة أقل من العام الحالي'.

ونوه إلى أن إثيوبيا تروج لأنه لم تحدث مشاكل قبل ذلك ولن يحدث ضرر فيما هو آت، فتساءل ما هو مفهوم الضرر بالنسبة لأثيوبيا قائلًا: «فاكرين لما نقول مات كام مليون من العطش، أو في ملايين من المصريين مزرعوش وهتحصل حالة مجاعة هل هو ده مفهوم الضرر، لو ده مفهومهم يبقى محصلش ضرر، لكن الضرر موجود».

وتابع: مصر من المستحيل أن تترك الأمر لهذه الدرجة، مشيرًا إلى أن الأضرار الفعلية الواقعة، هي أن كمية سوف تخزنها إثيوبيا كانت ستأتي لمصر، وبالتالي مصر حرمت من هذه المياه لاستخدامها في مشروعات زراعية، حيث أن كل مليار متر مكعب كان من الممكن أن يعطي إنتاج زراعي بقيمة مليار دولار، فبالتالي تعتبر كل هذه خسائر.

عباس شراقي: «السحب من مخزون السد العالي مش ببلاش»

وأشار إلى أن مصر تعالج مياه الصرف الزراعي، حيث أن المليار متر مكعب يتم معالجته من 7 لـ10 مليارات جنيه، منوهًا إلى أنه خلال السنوات الماضية كانت هناك محاولات لتقليل استهلاك المياه أو ترشيدها من خلال مشروعات عديدة مثل مشروع معالجة المياه في بحر البقر، وتبطين الترع والصوب الزراعية من أجل جعل الاحتياطي بسد النهضة أعلى، موضحًا: 'السحب من مخزون السد العالي مش ببلاش وكأن الضرر الوحيد بالنسبالهم أن الناس تموت وده مش هيحصل أبدًا'.

وأشار إلى أنه إذ لم تعمل التوربينات في سد النهضة سيكون هناك مشكلة لمصر، موضحًا: 'لو اشتغلت هتمرر المياه اللي بتخزنها، الـ25 مليار متر مكعب لو التوربينات لو شغالة ممكن يجوا نصهم'.

ولفت إلى أن المشكلة السياسية هي الأكبر، حيث أن سياسة فرض الأمر الواقع، واتخاذ قرارات أحادية، وربما تعلن إثيوبيا عن بناء سدود أخرى في الفترة المقبلة.

عباس شراقي: «السودان لو مجاتلوش مياه هيزداد غضبه»

وبسؤاله عن هل هناك وجود موائمات بين إثيوبيا والسودان على حساب مصر، قال 'شراقي': السودان في أيه دلوقتي ولا أيه، هما فاتحينلهم حنفية بس، السودان لو المياه مجتلوش هيزداد غضب على غضبه'.

عباس شراقي: «إثيوبيا تعمل على التفرقة بين مصر والسودان»

وتابع: أثيوبيا تعمل على التفرقة بين مصر والسودان في موضوع سد النهضة، حيث أنه كان هناك توافق في وجهات النظر والخطوات كانت متقاربة، موضحًا: 'هما عايزين يفكوا الوحدة اللي بينا، والوضع لو ساء في السودان بالنسبة للمياه سينذر ذلك بتدخل عسكري'.

عباس شراقي: ليس أمامنا إلا بذل مزيد من الجهد لاستئناف المفاوضات

وعن الحل الأمثل لمصر في الوقت الحالي، قال 'شراقي'، ليس أمامنا إلا بذل مزيد من الجهد لاستئناف المفاوضات، كما قال الرئيس السيسي الوصول إلى حل وسط'.

عباس شراقي: لو السد العالي مكانش موجود كان لابد أن يحدث عمل عسكري

وبسؤاله عن ما هو التصرف في حالة عدم التوصل لحل، قال أستاذ الموارد المائية: ' اللي خلى عند مصر ضبط نفس والتعامل مع الأزمة بهذا الشكل هو وجود السد العالي، لو السد العالي مكانش موجود كان لابد أن يحدث عمل عسكري من السنة الأولى، لأن مليار واحد كان يتقطع معناه 200 ألف فدان تتوقف من الزراعة'.

عباس شراقي: الدولة كفيلة إنها تجيب حقوقنا السياسية

وأضاف: حتى لوتم قطع 20 ألف مليار متر مكعب سيظل من الممكن تعويضهم من السد العالي، موضحًا 'لكن كده الاحتياطي بيقل زي ما بنسحب من احتياطي الدولار في البنك وده هيأثر في المستقبل، والدولة كفيلة إنها تجيب حقوقنا السياسية'.

وعن المساندة الخارجية سواء كانت من الاتحاد الإفريقي أومجلس الأمن، قال أستاذ الموارد المائية: ليس لدينا ثقة أنهم قادرين على حل أي شىء، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن تخلى عن القضية من بدايتها وقال إنها ليست من اختصاصه'.

عباس شراقي: «من حظ إثيوبيا أن مصر عندها السد العالي»

وتابع أنه كل ما كانت مصر علاقاتها جيدة بأمريكا وروسيا والصين سيجعل موقف مصر أفضل، وفي نفس الوقت سيكون هناك تأثير على أثيوبيا لأنها دولة فقيرة، ومن حظ إثيوبيا أن مصر عندها السد العالي لأنه مكناش وافقنا على تخزين مليار واحد لأنها عارفة أن وقت الشدة هنسحب منه'.

وطالب من وزارة الخارجية بتكثيف دورها تجاه الأزمة، بحيث أن ذلك الأمر لا يتكرر مرة أخرى، حيث نصل لاتفاق ملزم لعدم بناء أي سدود أخرى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً