اعلان

"أهل مصر" داخل مستشفى الحميات والصدر بالمحلة.. كوارث أخطر من فيروس كورونا (صور)

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى
مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

بعد انتشار عدد من الشائعات في الآونة الأخيرة بمحافظة الغربية، عن ظهور أكثر من حالة مصابة بفيروس كورونا 'كوفيد 19'، حتى وصل الحال بأحد الزوجات بالإبلاغ عن زوجها العائد من الصين كنوع من الانتقام، مما خلق نوع من البلبلة بين المواطنين، فما كان من'أهل مصر'، إلا النزول إلى أرض الواقع بمستشفيات'الإحالة'، وغرف العزل، وكانت محطتها الأولى بمستشفى حميات المحلة الكبرى، والتى تعد نقطة ارتكاز تستقبل كافة المصابين بالأمراض المعدية وغير المعدية بالمحافظة واجوارها، فعندما تطئ قدمك أرض البوابة المعدنية الضخمة، والتى فتحت خلالها فتحة ضيقة، تشبه شق الثعبان، يدلف خلالها المرضى وذويهم إلى داخل الحديقة الواسعة، المتمركز داخلها قصر الملك فاروق سابقا، و حميات المحلة حاليا، والتى قسم العاملين بالصحة غرف الجنينى، و غرف الخدم والمبانى الملحقة للقصر لغرف كشف واستقبال للمرضى فى الفترة الصباحية، بينما اقتصر القصر على غرف التمريض، و الحالات المحتجزة بالداخل.

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

فأول ما يلفت الانتباه عند البوابه، هى تلك النافذة التي تشبه حديد زنزانة السجن، والتى تجلس خلفها موظفة خمسينية، ترتدى نظارة انزلقت على طرف أنفها، تخط بنقرات سريعه اسم المريض على تذكرة كشف تكلفتها جنيه وربع، و فى حالة من الشد والجذب مع سيدات عربيات بسيطات يصطحبن بناتهن للكشف عليهم داخل الحميات، فعلى حد قولهم"الحميات سرها باتع فى السخونية "علاجها ميتكررش"

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى نترك تلك المناوشات البسيطة، والخناقات على الجنيه والربع، وصراخ الأطفال، لنصل لشباب تذاكر زيارة المريض، في الساعة تتقن الثانية ظهرا لتعلن موعد الزيارة، بعد قطع التذكرة، يظهر عالم آخر خلف أبواب قصر فاروق الملكى، والذى لو علم ما سيحدث له لما بناه من الأساس او سكن فيه، فبعض أعقاب السجائر ملقاة بجانب الطريق الطويلة الفاصلة بين العنابر، فهنا على اليمين عنبر السيدات، وتخرج منه سيدة من ذوات الوزن الثقيل ترتدى بالطو يميل للصفرة أكثر من كونه أبيض، بينما يمتد الممر، لاكثر من 20 متر بطول القصر، المطل على حديقة مربعة، ماتت نباتاتها، وجلس أهالى المرضى على البلدورات وتخرج عليهم الممرضات الشابات يرتدون كمامات بيضاء، فتطلق احد المسنات ضحكة ساخرة قائلة 'الكمامة بالحجز يا ابله، هى دى بقى اللى بتحمينا من الموت دا السبعين جنيه وجعته هى الى تموت'، وتتجاهلها الفتاة وتمضى مبتعدة لنهاية الممر يسار قسم الأطفال، لنجد ها هنا ضالتنا، بقسم العزل.

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى غرفة متهالكة، مغلقة تشبه غرف المرضى النفسيين بالأفلام الأجنبية، اغلقت بالكامل، ووضع أمامها حاجز خشبى، معلن خلوها من البشر، وعند سؤال احد العاملات بالمستشفى، قالت: فى الكثير من الأحيان يتعامل المريض مع غرف العزل على انها غرفة عادية، حيث يدخل إليها طبيب وممرضة للكشف على الحالات، بينما يزوهم أهلهم وذويهم، بدون اى وقاية، في الحالة متدهورة بالكامل بالحميات.

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرىوفى ذات السياق صرح مصدر بصحة الغربية، ان المديرية اعدت خطة لتجهيز عنبرين مستشفى صدر المحلة لتجهيزهم، مستشفى احالة تحسبا للطوارئ واستقبال المرضى، وتستغل عنبر العناية المركزة بصدر المحلة، وجارى العمل داخله.

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

ومن هنا كانت رحلتنا الثانية مستشفى صدر المحلة، الملاصق لمستشفى الحميات، والتى ليست أفضل حالا من سابقتها، فعلى بعد درجتين سلم من الباب الرئيسى للاستقبال، يجلس يعض المريض، كالذي يأكل على رؤوسهم الطير، فعلى اليسار حديقة مزروعة بنباتات وأشجار الظل، لكنها اغلقت ابواب حديدية، ليجلس المرضى بالساحة الترابية يواجهون التربة وحرارة الشمس، بينما احتلت حملة صحة المرأة الجزء الأكبر من الدور الأول بالمستشفى، وعلقت لافتات التوعية بالامراض السرطانية، اما الدور الثانى والذى يمثل استراحة للمرضى وذويهم، تخول لعنبر مهجور باضاءة خافتة، كما توجد مياه على الارضية مجهولة المصدر، وسط غياب بشرى ثان، سوا الصاعدين والهابطين لدرج المبنى بينما يطل الدور الثالث على منور واسع، تكهنت بداخله الكراسي المدولبة،أو خزنت على حسب الحالة، كما رسمت مياه الصرف لوحات جدارية على المبنى تظهر من خلال الشباب، اما في الاسفل نشرت ملاءات الأسرة على احباب معلقة بالمنور كى تجف، وسط تلك البيئة العفنة.

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى أما جناح العناية المركزة، قالت إحدى الممرضات أن ذلك الجناح كان يضم 16 سرير، لكن بعد التجديد لا نعلم كم سيضم، وبدء العمل فيه منذ أيام.أما الجناح فهو عبارة عن غرفتين متسعتين، تكسرت الطبقة الأساسية من جدرانهم وظهر الطوب الاحمر يتصدر المشهد، فى انتظار التجديدات.

مستشفى الحميات بالمحلة الكبرى

وعلى صعيد متصل صرح الدكتور عبد الناصر حميدة وكيل صحة الغربية، أن المحافظة رفعت حالة الطوارئ، والاستعداد القصوى، لاستقبال الحالات إن وجدت، كما خصصت كل مستشفى غرفة مجهزة لاستقبال المشتبه في إصابتهم، احتجازهم لحين نقلهم لمستشفيات الإحالة، وأضاف "حميدة" لا داعي للذعر، فذلك الفيروس كغيره نستطيع تصدي له، يجب مراعاة شروط الأمن والسلامة، واتباع التعليمات والإرشادات الصحية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً