يتوقع العديد من الخبراء المتخصصين في الشأن الدولي، أن سقوط نظام بشار الأسد لن يكون نهاية الأزمة السورية، بل بداية لمرحلة جديدة قد تحمل فرصًا للتغيير أو مخاطر لتفاقم الفوضى، ويعتمد المستقبل على قدرة السوريين والمجتمع الدولي على إيجاد حلول شاملة ومستدامة تُخرج البلاد من دوامة الحرب والمعاناة، ومع دخول الأزمة السورية عامها الثالث عشر، يظل مستقبل سوريا معلقًا في ظل التغيرات العسكرية والسياسية على الأرض.
ما هي السيناريوهات المتوقعة بعد سقوط النظام؟
هناك خمسة سيناريوهات لايخرج عنهم مستقبل الدولة السورية، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وهي كالتالي:
أولًا: حالة فراغ سياسي وأمني تسود البلاد
من المتوقع أن تدخل البلاد في حالة من الفراغ السياسي والأمني، وهذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى زيادة نفوذ الميليشيات، والجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء مختلفة من سوريا، وتصاعد الفوضى، بما يشبه ما حدث في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
ثانيًا: تقسيم الدولة السورية إلى أجزاء
يعد أحد السيناريوهات الأكثر تداولاً، من خلال تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ على أساس عرقي وطائفي، بحيث تتحول إلى كيان غير موحد، فالمناطق ذات الغالبية الكردية شمال شرق سوريا قد تسعى لمزيد من الاستقلال، في حين يمكن أن تبقى إدلب ومناطق الشمال تحت سيطرة المعارضة أو الجماعات المسلحة، والقوى الإقليمية والدولية قد تعزز نفوذها في هذه المناطق، مما يكرس حالة التقسيم الفعلي للدولة الواحدة إلى أجزاء متفرقة.
ثالثًا: تصاعد الصراع بين الفصائل المسلحة
من المتوقع أيضًا أن يندلع صراع على السلطة بين الفصائل المعارضة نفسها، فالجماعات الإسلامية المسلحة، مثل هيئة تحرير الشام أو تنظيم داعش، قد تحاول استغلال الفراغ لفرض سيطرتها، مما يزيد الوضع تعقيدًا أكثر مما هو عليه الأن وبالتالي تدخل الدولة السورية في نفق مظلم مثلما يحدث الأن في السودان.
رابعًا: تدخل دولي مباشر من الدول الكبرى
يمكن أن يحدث تدخل دولي مباشر لإعادة الاستقرار من القوى الدولية، مثل الولايات المتحدة وروسيا وتركيا، وإيران، قد تتدخل بشكل أكبر لمحاولة إعادة الاستقرار وضمان تحقيق مصالحها في تلك المنطقة، وهذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية مدعومة دوليًا، لكنه قد يواجه تحديات كبيرة بسبب اختلاف أجندات هذه الدول .
خامسًا: تكرار نموذج الحرب بالوكالة
قد تصبح سوريا ساحة صراع دائم بين القوى الإقليمية، مثل تركيا وإيران وإسرائيل، وهو ما يجعل الاستقرار بعيد المنال، ومع استمرار التدخلات الخارجية، فإن هذا سوف يعمق الانقسامات الداخلية، ويزيد من معاناة المدنيين، ويستمر الصراع بشكل مباشر على الأراضي السورية، ومن ثم تستكمل إسرائيل مخططها بشكل تام، خاصة بعدما حولت الحرب على الجبهة السورية، وذلك بمجرد تزايد الصراع على دخول دمشق خلال الساعات الماضية.