أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن الفتوى تعد ركيزة أساسية في التطور الحضاري، مشيرًا إلى أن المفتي لا بد أن يكون بصيرًا بزمانه، عارفًا بأوانه، فاهمًا لواقعه، حتى تكون فتواه مبنية على تصور صحيح واستنباط سليم، مما يعزز الدور الإيجابي لمؤسسات الفتوى في تحقيق نهضة حضارية تعود بالنفع على البشرية جمعاء.
وأضاف خلال حلقة اليوم من برنامج "الفتوى والحياة"، المُذاع عبر فضائية "الناس"، أن دور الفتوى لا يقتصر على العلوم الشرعية، بل يشمل كل علم نافع يخدم البشرية، مثل الطب، الهندسة، والاقتصاد، مؤكدًا أن الاجتهاد الفقهي لعب دورًا كبيرًا في دعم العملية التعليمية، مستشهدًا بمشروعية صرف أموال الزكاة على طلبة العلم، حيث أفتى العديد من العلماء بجواز ذلك.
وأشار إلى أن الفتوى لها تأثير واضح على التطور الاجتماعي، من خلال تنظيم العلاقات بين الأفراد، مثل أحكام الزواج والطلاق والنفقة والمعاملات التجارية، حيث تسهم الفتوى في تحقيق التوازن المجتمعي والحفاظ على القيم الأخلاقية.
ونوه إلى أن العلماء اهتموا بتوضيح حقوق الجار وواجباته عبر الفتاوى، مستشهدًا بمسألة وضع الجار خشبة على جدار جاره، والتي تناولها الفقهاء لضبط العلاقات الاجتماعية، حيث قال الإمام الدسوقي المالكي: "يجوز للجار غرز خشبة في جدار جاره إذا لم يكن في ذلك ضرر"، مستندًا إلى قول النبي ﷺ: "لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبة في جداره".
وشدد على أن الفتوى ليست مجرد حكم شرعي، بل أداة فاعلة في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية الشاملة، مما يبرز أهمية أن تصدر عن أهل العلم المؤهلين، القادرين على مراعاة مقاصد الشريعة ومتطلبات العصر.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
