اعلان

القرآنيون ..فئة ضالة ينكرون السنة كاملة ويعتبرون القرآن هو المصدر الأوحد للتشريع

هاجم الإمام الأكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف فى كلمته التى ألقاها بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى، الفئة الضالة الذين يدعون أن القرأن الكريم وحده هو مصدر التشريع ولا وجود للسنة النبوية المطهرة الذين يسمون أنفسهم "بالقرآنيين"، ويشككون فى صحة كل ما جائت به كتب السنة النبوية وما تواترت به الأنباء من قول وفعل وتقرير النبى صلى الله عليه وسلم.

من هم القرآنيون

ظهرت فكرة إنكار السنة في العصر الحديث بالهند في فترة الاحتلال الإنجليزي على يد أحمد خان الذي فسر القرآن بمنهج عقلي، ووضع شروطًا تعجيزية لقبول الحديث، مما جعله ينكر أغلب الأحاديث، ثم تلاه عبدالله جكرالوي في باكستان الذي كان يشتغل بدراسة الحديث، ومن ثم اصطدم بالعديد من الشبهات حوله، فتوصل في النهاية لإنكار كافة الحديث، وأن القرآن هو ما أنزله الله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأسس جماعة تسمى أهل الذكر والقرآن التي دعا من خلالها إلى أن القرآن هو المصدر الوحيد لأحكام الشريعة، وألف في ذلك كتباً كثيرة.

يعتمد منهج القرآنيين في تدبر القرآن على المنهج العقلي في فهم القرآن بالقرآن، ويرفضون كلمة تفسير القرآن حيث يعتقدون أن التفسير يكون للشيء الغامض أو المعقد، بينما القرآن ميسر للفهم والتدبر كما هو مذكور في القرآن نفسه، كما يرفض القرآنيون روايات أسباب النزول أو التفسيرات المذكورة في كتب التراث، فهم يرون أن عامة المسلمين يقدسون تفسيرات التراث وروايات أسباب النزول، حتى وإن تعارضت مع القرآن، فيقدمون كلام البشر المشكوك بصحته وسنده على كلام الله المقطوع بصحته. وحول فهم القرآن بالقرآن فيعمل القرآنيون على فهم مصطلحات القرآن في المواضع المختلفة منه لفهم وتدبر ما تشابه منه.

وفي هذا الاتجاه سار هؤلاء المقربون من أجهزة الاستعمار، فأنكروا آيات الجهاد وأفتوا بحرمة التصدي للمستعمرين، وأنكروا كل ما تنكره الثقافة الغربية، ولو كان دينا وأثبتوا ما تثبته حتى لو جاء صادما للإسلام وإجماع المسلمين.

ثم ما لبثت الفتنة أن انتقلت إلى مصر، وتعصب لها طبيب بسجن طرة نشـر مقالتين في مجلة المنار عام 1906، 1907م بعنوان: «الإسلام هو القرآن وحده» ولقيت الفكرة دعمًا من بعض الكتاب المتربصين بالسنة النبوية، والمنكرين ثبوتها.

وهؤلاء على اختلاف مشاربهم وأذواقهم يجمع بينهم الشك والريبة في رواة الأحاديث، والتغاضى عن جهود علمية جبارة مضنية، أفنى فيها علماء الأمة وجهابذتها أعمارا كاملة، أراقوا فيها ماء أعينهم، من أجل هدف أوحد، هو تمييز الصحيح من غير الصحيح من مرويات السـنة، وذلك من خـــلال بحث دقيـــق -متفرد-عجيب في تاريخ الرواة وسيرهم العلمية والخلقيـة، حتى نشأ بين أيديهم من دقة التعقب والتقصي والتتبع علم مستقل من العلوم، يعرف عند العلماء بعلم «الإسناد» أو «علم الرجال» وهو علم لا نظير له عند غير المسلمين لا قديمًا ولا حديثا، وقد شهد بذلك الأفذاذ من علماء أوروبا ممن توافروا على دراسة السنة النبوية، حتى قال المستشرق الألماني ألويس شبرنجر: «إن الدنيا كلها لم تر ولن ترى أمة مثل المسلمين- فقد درس بفضل علم الرجال الذي صمموه حياة نصف مليون رجل»، وحتى قال المستشرق الإنجليزي الكبير مارجليوت في إحدى محاضراته عن هذا العلم: ورغم أن «نظرية الإسناد» (عند علماء الحديث) قد سببت كثيرًا من المتاعب نظرا لما يتطلبه البحث في توثيق كل راو من رواة الأحاديث إلا أن قيمة نظرية «الإسناد» فيما يتعلق بدقة الحديث النبوي لا يمكن الشك فيها، ومن حق المسلمين أن يفتخروا بعلم الحديث من علومهم».

السنة المطهرة تفضح هؤلاء المنحرفين

ويأتى حديث النبى صلى الله عليه وسلم قبل قرابة القرن ونصف من ظهور تلك الدعاوى الباطلة بإنكار السنة ليفضح هؤلاء المسيسين والذين حاولوا هدم أحد أهم دعائم التريع الإسلامى، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم،« ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله».

هذا الحديث يلخص لنا في إيجاز نبوي معجز كل معارك هؤلاء الذين يطالبوننا الآن بأن نكون قرآنيين فنعتمد على القران وحده، ونلقي بالسنة النبوية في مهب الريح». فأول ما ينبهنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن الكريم، وليس هو الوحي فقط بل هناك وحي ثان مماثل للقرآن وفي منزلته أتاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم، وله نفس حجية القرآن على المسلمين يوم القيامة، وهذا الوحي الذي في منزلة القرآن هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم وما صدر عنه- في مجال التبليغ- من أوامر ونواه وتوجيهات وبيان للقرآن الكريم. لافتا إلى أنه في الحديث السابق أيضا تنبيه أو إشارة إلى أن أصحاب هذه الدعوات غالبا ما يكونون من أهل الشبع والراحة وليسوا من أهل العلم بالله تعالى، وأن مبلغ أمرهم مظاهر وآرائك وما إليها من مكاتب ومعاهد ومراكز.

وما آتاكم الرسول فخذوه

هناك الكثير من ايات القرآن تدل على أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم حجة على المسلمين مثل القرآن كقول الله تعالى: «وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا». ويشير إلى أن هناك أوامر ونواهي تصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتنص الآية على وجوب الالتزام بها، ومنها قوله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، مفيدا أن الآية صريحة في أنه ليس للمؤمن خيار بعد قضاء الله وقضاء رسوله صلى الله عليه وسلم- فللرسول هنا- وبنص الآية قضاء.

ويوضح أن يفهم من ذلك أنه حجة علينا مثل قضاء الله تماما بتمام، ومنها قول الله تعالى: {قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}، وطاعة الرسول إنما تعني الالتزام ببلاغه النبوي الذي هو سنته، أيضا هناك آيات صريحة في القرآن الكريم تحدد مهمة النبي صلى الله عليه وسلم بأنها مهمة تبين القرآن للناس مما يعني أن السنة بيان للقرآن الكريم، مثل قول الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«الإسكان الاجتماعي»: إطلاق رابط إلكتروني لحل مشكلات رفع المستندات عبر الموقع