محمد الضيف.. نهاية تليق بالرجال (بروفيل)

محمد الضيف
محمد الضيف

أعلنت حركة حماس عن استشهاد القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، واسمه الحقيقي هو محمد دياب إبراهيم المصري، وقد عانى الكثير منذ نشأته. كان مطاردًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1998، ونجا من ثلاث محاولات اغتيال، فقد خلالها بعضًا من أفراد عائلته. يُعتبر الضيف من أبرز القادة العسكريين في حركة حماس، وقد شارك في تأسيس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، بالاشتراك مع صلاح شحادة. وقد كان له دور محوري في قيادة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقد شكّل نبأ استشهاد القائد محمد الضيف خسارة كبيرة لحركة حماس ولعموم الشعب الفلسطيني.

محمد الضيف، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في المقاومة الفلسطينية. يُعرف الضيف بمقاومته الشرسة للاحتلال الإسرائيلي، حيث كان على رأس قائمة المطلوبين لإسرائيل منذ عام 1995. وقد تعرض لمحاولات اغتيال عديدة من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية، نجا منها جميعها، إلا أنه أُصيب بإصابات بالغة في إحدى هذه المحاولات.

لم يقتصر الأمر على ذلك، فقد قُتلت عائلته ودُمِّر منزله في إحدى هذه المحاولات عام 2014، مما يجسد حجم التضحيات التي قدمها في سبيل قضيته. وقد سُجن الضيف سابقاً على يد كل من جيش الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الوطنية الفلسطينية، مما يؤكد إصراره على مواصلة النضال رغم كل الصعوبات.

وتعود جذور عائلة الضيف إلى أصول فلسطينية لاجئة من قرية كوكبا في أراضي الـ 48. وقد عاشت عائلته رحلة طويلة من التشرد في مخيمات اللاجئين، قبل أن تستقر في مخيم خان يونس. قصة عائلة الضيف هي قصة معاناة الشعب الفلسطيني، الذي اضطر إلى ترك أرضه وبيوته، والعيش في مخيمات اللجوء لسنوات طويلة.

الاعتقال الأول

في عام 1989، وخلال حملة الاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال ضد حركة حماس، والتي طالت الشيخ أحمد ياسين، تم اعتقال محمد الضيف. ومكث على إثر ذلك 16 شهراً في سجون الاحتلال، دون محاكمة، بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه صلاح شحادة.

التخطيط لأسر الجنود

خلال فترة اعتقاله، لم يستسلم الضيف، بل بدأ التخطيط لعمليات مقاومة مستقبلية. فبالتعاون مع صلاح شحادة وزكريا الشوربجي، اتفقوا على تشكيل مجموعة سرية لأسر جنود إسرائيليين. واتخذوا تدابير احترازية لضمان استمرار عمل المجموعة، حتى في حال اعتقال أحد أفرادها.

اعتقال من قبل السلطة الفلسطينية

لم تتوقف محنة الضيف عند هذا الحد. فقد تعرض للاعتقال من قبل السلطة الفلسطينية، التي كانت تنسق أمنياً مع إسرائيل. وكان اعتقاله جزءاً من صفقة بين السلطة وإسرائيل، تقضي باعتقاله مقابل منح إسرائيل سيطرة أمنية على ثلاث قرى في القدس.

الهروب من السجن

في بداية انتفاضة الأقصى، تمكن محمد الضيف من الإفلات من سجانيه، واختفى عن الأنظار منذ ذلك اليوم، ليواصل مسيرته في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. خلال الفترة العصيبة التي تعرضت فيها حركة حماس للملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ما بين عامي 1995 وحتى نهاية 2000م، رفض الضيف بشدة التصدي لقوى الأمن الفلسطينية خلال قيامها باعتقال أعضاء كتائب القسام، وذلك حقناً للدم الفلسطيني.

النجاة من محاولات الاغتيال

حاولت المخابرات الإسرائيلية تصفيته مراراً وتكراراً، لكنها فشلت في أكثر من سبع محاولات. وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.

محاولة اغتيال 2002

في سبتمبر عام 2002 نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال، حيث فشلت صواريخ طائرات الأباتشي في قتله رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها، وأدى الحادث إلى مقتل اثنين من مرافقيه، وأشارت مصادر فلسطينية وقتها إلى أن الضيف فقد إحدى عينيه.

إصاباته وإعاقاته

تتضارب الأقاويل حول الإصابات التي تعرض لها محمد الضيف جراء محاولات الاغتيال المتكررة التي تعرض لها. فبينما تدعي المخابرات الإسرائيلية أنه فقد كلتا قدميه وإحدى يديه، يقول البعض الآخر أنه فقد عينه فقط، بينما يرى آخرون أنه لم يصب بأي أذى على الإطلاق. وتضيف إسرائيل أن لديه صعوبة في التكلم بسبب محاولات الاغتيال، لكن هذا الكلام يظل غير مؤكد وغير موثوق.

استهداف عائلته

في سياق متصل، لم تتوان إسرائيل عن استهداف عائلته، ففي حرب العصف المأكول عام 2014، قتلت زوجته وطفله الرضيع في غارة جوية استهدفت منزل عائلة الدلو في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.

ورغم القصف الشديد الذي تعرض له المنزل، والذي أسفر عن مقتل وجرح العشرات، لم يتم العثور على جثة الضيف، مما يؤكد نجاته من محاولة الاغتيال هذه أيضًا.

تشييع جنازة زوجته وطفله

وقد دعت حركة حماس إلى المشاركة في تشييع جنازة زوجة قائد كتائبها العام محمد الضيف وابنه في مسجد الخلفاء في مدينة جباليا ظهر يوم الأربعاء 20 أغسطس 2014.

WhatsApp
Telegram