عام بالتمام والكمال مرّ على إطلاق المركز القومي لمراقبة جودة خدمات المحمول التابع للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات زادت فيهم حيرة المواطن من استمرار خدمة الشركات الأربعة العاملة في مصر بنفس الوتيرة دون تحسن مع محاولات جرت على استحياء لمواجهة بعض المشكلات مثل قطع المكالمات وتراجع جودة الصوت وعلى الرغم من ذلك جاء تصدر اداء الشركات لمؤشرات التقارير الشهرية مثل تنزيل البيانات والصوت الصادرة عن المركز لتبرز تقديم الخدمة دون خلل لكنه في الوقت ذاته لم تشهد أية تطور .
وتبلغ استثمارات المركز الجديد نحو 50 مليون جنيه نظير جلب المعدات الحديثة أعمل قياسات الخدمة وتقييم أدائها بالاضافة الى تدريب الفريق المختص في اطار التعاون بين جهاز تنظيم الاتصالات وشركة رود أند شوارتز الألمانية التي ستقوم بتقييم مستوى خدمات الاتصالات لمدة عامين قابلين للتجديد.
وقال الدكتور حمدي الليثي رئيس لجنة الاتصالات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن تطوير الخدمة غير ملموس بالنسبة للمواطن العادي منذ اصدار التقرير الأول وعلى مدار 8 تقارير لقياس مدى تحسن الخدمة مازالت الحاجة لتطوير شبكات المحمول والانترنت للشركات الأربعة ضرورية .وطالب الليثي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" جهاز تنظيم الاتصالات بضرورة تطبيق اللوائح والاجراءات المتبعة على الشركات في حالة عدم تطوير الخدمات بالشكل المناسب وبما يحافظ على حق العميل في جودة الخدمة التي يحصل عليها.
واتخذ الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات آليات محددة لضمان تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين بموجب قياسات جودة الخدمات المعلنة شهرياً وتتضمن إخطار المشغلين بالأعطال وتحديد أماكنها وأسبابها بفترة كافية قبل نشر التقرير، وذلك للتعامل مع هذه الأعطال والعمل على حلها وتفادي تكرارها بجانب عقد اجتماعات دورية مع المشغلين على مدار شهر بعد إصدار التقرير للمتابعة والوقوف على إجراءات تحسين الجودة في الأماكن المذكورة بالتقرير فضلا عن اتخاذ إجراءات تصعيدية بما يضمن حق المواطن في الحصول على الخدمات بجودة عالية ففيحالة عدم تحسن الخدمة لأسباب ليست خارجة عن الإرادة.
وأكد المهندس أحمد العطيفي، خبير الاتصالات، أن تدشين المركز يتمتع بالعديد من المزايا التي تصب في صالح المواطن من خلال الكشف المستمر عن أعطال الشبكات والمناطق الجودة الضعيفة وحالة إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية بما يدفع الشركات العاملة بمصر لتحسين خدماتها أولا بأول وخلق حالة من التنافسية للارتقاء بمستوى منظومة الاتصالات بشكل متكامل وتطويرها الأمر الذي يوفر رؤية واضحة أمام المستخدم لأفضل أنواع الشبكات وأكثرهم تطويرا للخدمة وجودة للمكالمات ونقاء للصوت .
وكشف العطيفي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" ذلك المركز يعد أول مشروع خدمي من نوعه يفيد المواطن بشكل مباشر خاصة في ظل الشكاوى التي كثرت خلال الفترة الماضية من تراجع مستوى الخدمة وانقطاع المكالمات الهاتفية والبيانات دون معرفة الأسباب وهو ماسيتلافاه قطاع الاتصالات بعد تدشين المركز الجديد .مشيدا باعتماد مرفق تنظيم الاتصالات على معدات جديدة تدعم الاجيال الجديدة للاتصالات وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
وتتم عملية قياس جودة خدمات المحمول في نحو 94 منطقة، و70 طريقا رئيسيا و25 مركزا لتجمعات المواطنين بمختلف المحافظات حيث تقاس الخدمات من الداخل كالمراكز التجارية والمؤسسات الحكومية ذات الكثافة الجماهيرية. وتنقسم التقارير الشهرية الى 3 انواع من التقارير الفرعية وهي الاول تقرير تفاصيل الخدمة والاعطال التي تواجهها والتقرير الثاني يشمل مقارنة بين اداء الشركات بالسوق المصري واخر تقرير يكون الأعلى مستوى وهو التقرير الرئيسي ويقوم المركز بتقديم تحليل مفصل حول الخدمة وتحديد اسباب الاعطال وتقييم مستوى الخدمة على أن يتم رفع تلك التقارير الى الشركات والاستماع الى تفسيراتهم ورد فعلهم وفقا لجودة الخدمة.
وكان وزير الاتصالات كشف ان هناك خمسة معايير لقياس و تقييم الخدمة مشيرا الى أن غرض تلك القياسات هو تحسين الخدمة للوقوف على أسباب تراجع الخدمة مثل فصل المكالمات او المكالمات التي لاتتم وليس فرض عقوبات على الشركات صاحبة الشبكات الضعيفة وفق لائحة الجزاءات.
وحسب تقرير وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصل اجمالي عدد المشتركين بخدمات الهاتف المحمول نحو 96.4 مليون مشتركا بنهاية مارس الماضي بنسبة نمو سنوي بلغت 3.2% بينما سجل اجمالي عدد المشتركين بخدمات إنترنت الهاتف المحمول 42.3 مليون مستخدم بنهاية يناير الماضي بنسبة نمو سنوي سجلت 23.9% ووصل إجمالي مستخدمي انترنت USB نحو 3.6 مليون مستخدم بنهاية يناير الماضي بنسبة نمو سنوي سجلت 14.9%.
وقالت مصادر بشركات المحمول أنها تسعى لتطوير خدماتها باستمرار مشيرة إلى أنها لا تنتظر تقارير قياس جودة الخدمة لكي تقوم بتحسين شبكاتها لأن لاحتدام المنافسة بين مشغلي الخدمة وهو مايدفع العميل لاختيار الخدمة الأفضل من بينها.
أشارت المصادر في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أنها تعمل على تحديث وتطوير محطات التشغيل وأبراج التقوية بصفة مستمرة فضلا عن زيادة أعدادها لتغطية كافة المناطق والمحافظات مضيفة أن زيادة عدد المحطات يقلل الضغط على الشبكة ليساهم في تحسين جودة الخدمة وسرعتها بجانب منع أعطالها .
ونوهت المصادر ان شركاتها جاهزة بصفة مستمرة لأعمال قياس جودة الخدمة كما أنها على اتم الاستعداد لاية مراجعات فنية لأعمال التشغيل والتطوير مؤكدة أنها تثق بأن نتائج التقارير ستأتي في صالحها لتكشف عن مدى كفاءة وجودة الخدمة المقدمة من خلال شبكاتها، مشيرة إلى أن شركاتها تقوم بتطوير شبكاتها وبنتيها التحتية بصفة مستمرة وتحسين مستوى خدماتها باستمرار طوال العام.