أعلن خبراء صندوق النقد الدولي أن اقتصادات آسيا تمتلك قوة ومتانة تمكنها من تجاوز التحديات الاقتصادية والاضطرابات السياسية التي قد تؤثر على المنطقة في الوقت الراهن، وبينما تزداد المخاوف بشأن المخاطر الداخلية والضبابية السياسية، يؤكد صندوق النقد الدولي على أهمية التزام الهدوء واستمرار التركيز على آفاق النمو الطويلة الأمد.
التغييرات السياسية
منطقة آسيا، التي تعد محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي العالمي، شهدت هذا العام تصاعداً في الأحداث المتقلبة، بما في ذلك التغييرات السياسية المفاجئة في اليابان وكوريا الجنوبية، إضافة إلى التهديدات التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وهذه العوامل، بالإضافة إلى المخاوف من صعود الاضطرابات الاقتصادية، تجعل التنبؤ بالمستقبل أكثر تعقيداً.
في السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا عن سعي بلاده لاستئناف المحادثات التجارية مع ترمب بهدف خفض رسوم السيارات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أكد ألاسدير سكوت، رئيس قسم آسيا والمحيط الهادئ في صندوق النقد الدولي، أن اقتصادات المنطقة أثبتت قدرتها على مواجهة الاضطرابات وتتعامل مع التحديات الداخلية مثل التركيبة السكانية والعمالة.
من جهته، قال سكوت في تصريحات له من سيؤول، حيث يشارك في مؤتمر مشترك مع معهد كوريا للسياسة الاقتصادية الدولية: 'لقد شهدنا مرونة اقتصادات المنطقة بالفعل، ورغم وجود تحديات طويلة الأمد، هناك إمكانيات كبيرة لزيادة النمو.' هذا التأكيد يعكس الثقة الكبيرة في قدرة المنطقة على التعافي والنمو في المستقبل.
انخفاض مؤشرات الأسهم
وقد شهدت كوريا الجنوبية أزمة سياسية كبيرة إثر محاولة المعارضة إقالة الرئيس يون سوك يول، حيث أدت الأزمة إلى انخفاض مؤشرات الأسهم والعملة المحلية، مما زاد من الضغوط على الأسواق المالية، ومع ذلك، ذكر سكوت أن مثل هذه الاضطرابات غالباً ما تكون قصيرة الأمد، مشيراً إلى أن السوق يعود إلى استقراره بعد فترة قصيرة.
وأكد كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، جوهانس فيغاند، أن المنطقة أظهرت 'متانة ملحوظة' في مواجهة التحديات الحالية.
وأضاف أن البنوك المركزية في المنطقة ما زالت تتمتع بمجال لخفض أسعار الفائدة في المستقبل مع تباطؤ التضخم، وأن سعر الصرف يعد أداة مهمة لامتصاص الصدمات الاقتصادية.
وتشير تصريحات صندوق النقد الدولي إلى أن الاقتصادات الآسيوية قد اكتسبت قدرة أكبر على مواجهة التحديات الاقتصادية، وأن الفرص لا تزال متاحة لزيادة النمو على المدى الطويل، مما يجعل المنطقة قادرة على استيعاب الأزمات الحالية والمستقبلية.