أكد أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أن بداية الأسبوع شهدت أداءً قويًا لقطاع السلع، مدفوعًا بالمكاسب التي تحققت في قطاعي الطاقة والمعادن الصناعية، موضحاً أن الأسواق استجابت لمجموعة من التطورات المؤثرة، مما أسهم في هذا الأداء الإيجابي عبر جميع القطاعات.
زيادة التوترات الجيوسياسية
وأشار هانسن إلى أن الانهيار المفاجئ للنظام في سوريا كان من أبرز هذه التطورات، حيث أسهم في زيادة التوترات الجيوسياسية وأثار المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي.
ومع ذلك، أكد أن الأخبار الأكثر تأثيرًا كانت من الصين، حيث أعلن المكتب السياسي الصيني بقيادة الرئيس شي جين بينغ عن تحول استراتيجي في السياسة النقدية لعام 2025، وهو التحول الأول من نوعه منذ عام 2011، وهذا التوجه يعكس التزامًا صينيًا بتعزيز ثقة المستهلكين ودعم أسواق العقارات والأسهم المتعثرة، بالرغم من التحفيزات الضخمة التي أُطلقت منذ سبتمبر الماضي.
ورغم ذلك، حذر هانسن من أن انتعاش الاقتصاد الصيني ما زال يواجه تحديات كبيرة، خاصة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية التي قد تضعف الطلب على الصادرات.
كما أشار إلى أن التفاؤل السائد في المعادن الصناعية يعتمد بشكل أكبر على الإجراءات السياسية الملموسة بدلاً من التصريحات، موضحًا أن الأنظار تتجه إلى مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الذي سينعقد يوم الأربعاء المقبل، حيث من المتوقع أن تؤدي الإجراءات الملموسة إلى إشعال زخم جديد في الأسواق.
السياسة النقدية في العالم والتوقعات القادمة
أما بالنسبة للأسابيع القادمة، فقد أشار هانسن إلى أن تسعة بنوك مركزية رئيسية ستجتمع لرسم مسار السياسة النقدية، مع توقعات بتخفيضات في أسعار الفائدة من أربع من هذه المؤسسات على الأقل، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
كما توقعت الأسواق أن يقوم بنك كندا، والبنك المركزي الأوروبي، والبنك الوطني السويسري بتيسير السياسة النقدية لتشجيع النمو الاقتصادي.
وأشار هانسن أيضًا إلى استجابة المضاربين لتراجع الدولار الأمريكي، حيث قاموا بتقليص إجمالي صفقات شراء الدولار بنسبة 2% إلى 22.5 مليار دولار أمريكي.
ورغم هذا التراجع، إلا أن هناك طلبًا متزايدًا على الين الياباني، مما أدى إلى تحول صافي المركز إلى مركز شراء صغير. وأضاف هانسن أن صفقات البيع على اليورو ارتفعت إلى 57.5 ألف عقد، وهو أكبر مستوى منذ مارس 2020، مما يعكس التشاؤم المستمر حيال العملة الأوروبية.
سوق السلع: تذبذب وتوقعات مستقبلية
فيما يتعلق بسوق السلع، أوضح هانسن أن مؤشر بلومبرغ للسلع خسر حوالي 1% في الأسبوع الأخير، نتيجة لخسائر لحقت ببعض السلع الرئيسية مثل الغاز الطبيعي، والديزل، والقمح. وعلى الرغم من ذلك، شهدت سلع أخرى مثل الكاكاو والقهوة عمليات جني أرباح قبل أن تستأنف ارتفاعاتها.وأضاف هانسن أن انخفاض الدولار الأمريكي قدم بعض الدعم للمعادن الثمينة والصناعية، بينما تلقى النفط الخام دعمًا في انتظار تأجيل محتمل من جانب أوبك وحلفائها في رفع الإنتاج.
ورغم هذه التغيرات، أشار إلى أن الاستجابة لهذه التطورات كانت ضعيفة نسبيًا من قبل حسابات الأموال المدارة، حيث لم يتغير إجمالي الانكشاف على العقود الآجلة الرئيسية الـ 27 التي تم تتبعها خلال الأسبوع.
وأوضح هانسن أن الطلب الأقوى كان على خام برنت، الذهب، فول الصويا، السكر وعقود الماشية، في حين كانت هناك عمليات بيع ملحوظة في زيت الغاز (الديزل)، والغاز الطبيعي، والقمح، والقهوة. هذا التذبذب في الطلب يعكس التقلبات المستمرة في أسواق السلع العالمية، التي تتأثر بشكل كبير بالتحولات الاقتصادية والسياسية.