اعلان

ترمب وعواقب اقتصادية غير متوقعة: هل نحن أمام عام من التقلبات؟

الأسواق العالمية
الأسواق العالمية
كتب : أهل مصر

منذ انتخاب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة في 2016 أصبحت السياسات الاقتصادية الأميركية أكثر تقلبًا، ويبدو أن ولاية ترمب الثانية ستشهد مزيدًا من الغموض والتحديات، فالخطاب المثير للجدل بشأن القوة المفرطة للدولار ومطالبته بتقليص تأثير العملات الأخرى، قد يضع الاقتصاد العالمي على مسار محفوف بالمخاطر.

في هذا السياق، يظهر الدولار كعنصر رئيسي في المعادلة الاقتصادية لعام 2025، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 6.5% في 2024، مما يضيف أعباءً على الدول الفقيرة بالموارد، وعلى الرغم من التصريحات السياسية والمطالبات بتعديل قيمة العملة، تبقى أسواق الأسهم قوية، حيث اقتربت القيمة السوقية للأسهم العالمية الشهر الماضي من 128 تريليون دولار، مسجلةً رقمًا قياسيًا، وهذا الارتفاع الملحوظ، مدفوعًا في جزء كبير منه بتوقعات الذكاء الاصطناعي، يعكس قوة القطاعات الكبرى مثل 'أبل' و'إنفيديا' و'مايكروسوفت'، ورغم ذلك، تظل التوقعات غير مؤكدة، والمخاطر الاقتصادية لا زالت قائمة، وهو ما نستعرضه خلال التالي:

الاحتياطي الفيدرالي في 2024

في العام 2024، كانت التوقعات بشأن تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي متباينة، خاصة بعد القلق بشأن الركود.

ومع ذلك، لم يتخذ المجلس خطوات جريئة كما كان متوقعًا، حيث استمر في التركيز على كبح التضخم دون تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة.

في عام 2025، قد يستمر هذا الاتجاه في حالة من الهدوء، لكن لا يمكن استبعاد تحركات مفاجئة في حال تأثر الاقتصاد الأميركي بسياسات ترمب المتقلبة.

أسواق الأسهم

شهدت أسواق الأسهم العالمية نموًا ملحوظًا في عام 2024، حيث حققت الأسهم الأميركية الكبرى أرقامًا قياسية.

أما في الأسواق الأوروبية والآسيوية، فقد شهدت أسواق مثل اليابان وإسبانيا وهونغ كونغ مكاسب تتجاوز 14%. هذا التفاؤل في الأسواق يبدو غريبًا في ظل القلق بشأن التصحيحات المحتملة. فهل عام 2025 سيكون عامًا للتصحيح؟ الأسواق تزداد جموحًا، وبينما يتنبأ بعض الخبراء بتراجع في أسعار السندات، إلا أن السوق يظهر مرونة لافتة.

النفط والاقتصاد العالمي

إذا كانت هناك سلعة واحدة يمكن أن تعكس الوضع العام للاقتصاد العالمي، فهي النفط. في حين أن الطلب العالمي، وخاصة من الصين والهند، لا زال قويًا، إلا أن المعروض من النفط، خاصة من أميركا الجنوبية، قد يغير معادلة الأسعار.

ومع ذلك، لا زال التحالف النفطي 'أوبك+' يواجه صعوبة في فرض قيود على الإنتاج، مما قد يزيد من التقلبات في أسواق الطاقة، كما أن التحولات في الطاقة في الصين قد تؤثر بشكل كبير على الطلب على النفط.

الديون الحكومية

بعد سنوات من العوائد السلبية أو المنخفضة، بدأت العوائد على السندات الحكومية في الارتفاع، حيث استقر العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.5%.

هذه العوائد التي هي أعلى من المتوسط في السنوات الأخيرة، تشير إلى بداية مرحلة جديدة من ارتفاع تكلفة الاقتراض.

في الوقت ذاته، قد يظل هذا المعدل ثابتًا إلى حد ما في الربعين المقبلين، مما يعكس استمرار سياسة التشديد النقدي على المدى القصير.

العملات المشفرة

على الرغم من الآمال التي يعبر عنها البعض بشأن تبني العملات المشفرة مثل 'بتكوين' في الولايات المتحدة، فإن قيمتها لا تزال تفتقر إلى الأساسيات التي تدعم قيمتها.

بينما يواصل ترمب تقديم دعمه لهذا القطاع، يبدو أن العملات المشفرة تظل مجالًا غامضًا، حيث تواجه تحديات تنظيمية وقانونية.

وفي حين يتوقع البعض أن تشهد 'بتكوين' مزيدًا من الارتفاعات في المستقبل، إلا أن مستقبل هذه العملة المشفرة لا يزال غير واضح.

تقلبات حادة

الأسواق العالمية تتجه نحو المزيد من التقلبات الحادة في الوقت الذي تظهر فيه بعض الاقتصادات علامات من النمو والمرونة، إلا أن التحديات السياسية والجيوسياسية قد تُفاجئ الأسواق في أي لحظة، سواء كان ذلك في أسواق الأسهم أو النفط أو العملات المشفرة، يبقى عام 2025 عام التحديات الكبرى، والتوقعات لا تبشر بالاستقرار السهل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً