في قلب البحر المتوسط، يبرز حقل ظهر للغاز الطبيعي كأحد أهم الاكتشافات الغازية العالمية وأحد أبرز إنجازات قطاع البترول المصري.
ومن بين العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاح هذا المشروع الضخم، تأتي شركة سايبم الإيطالية، التي لعبت دورًا محوريًا من خلال تقديم حلول تقنية متطورة ومعدات حفر حديثة مثل سفينة الحفر سايبم 10000.
حقل ظهر.. نقطة تحول في قطاع الغاز المصري
تم اكتشاف حقل ظهر عام 2015 من قبل شركة إيني الإيطالية في منطقة امتياز شروق بالبحر المتوسط. يقدر احتياطي الحقل بـ 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، مما يجعله أحد أكبر الاكتشافات في العالم،و بدأ الإنتاج المبكر للحقل في ديسمبر 2017، ووصل إلى ذروته عند 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا بحلول عام 2019، ما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي لمصر من الغاز الطبيعي.
سايبم 10000.. التقنية في خدمة الطاقة
لعبت سفينة الحفر سايبم 10000 دورًا حيويًا في عمليات تطوير حقل ظهر. بفضل تقنياتها المتقدمة، تمكنت السفينة من حفر آبار جديدة بفعالية وكفاءة عالية، مما ساهم في تسريع وتيرة الإنتاج. بعد توقف مؤقت في أعمال الحفر، تستعد السفينة للعودة مجددًا في يناير 2025 لحفر بئرين جديدين، بهدف إضافة 220 مليون قدم مكعب يوميًا إلى الإنتاج.
الشراكة بين سايبم وقطاع البترول المصري
عززت شركة سايبم وجودها في السوق المصري من خلال شراكات استراتيجية مع وزارة البترول المصرية وشركة إيني،و لم تقتصر إسهامات سايبم على تقديم تقنيات الحفر فقط، بل شملت أيضًا المساهمة في تصميم وتنفيذ البنية التحتية للمشروع، بما في ذلك المحطات البرية لمعالجة الغاز.
إنجازات سايبم وحقل ظهر:
1 استخدام تقنيات متقدمة في حفر الآبار البحرية بعمق يزيد عن 1450 مترًا.
2. تقليص المدة الزمنية لتنفيذ عمليات الحفر والإنتاج مقارنة بالمعايير العالمية.
3. توفير حلول بيئية مستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية خلال عمليات الحفر والإنتاج.
4. دعم الاقتصاد المصري من خلال زيادة الإنتاج المحلي للغاز وخفض تكاليف الاستيراد.
دور سايبم في رؤية مصر للطاقة
تتوافق جهود سايبم في تطوير حقل ظهر مع رؤية مصر الطموحة لأن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة. من خلال تعزيز التعاون مع الشركاء العالميين واستخدام أحدث التقنيات، يسهم حقل ظهر في تحقيق أهداف استراتيجية وزارة البترول التي تشمل:
زيادة الإنتاج المحلي من الغاز لتلبية احتياجات السوق المحلي.
تعزيز الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات.
دعم الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط والغاز.
وقد استطاعت مصر تحقيق إنجازات غير مسبوقة في قطاع الغاز، مما يعزز مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في سوق الطاقة العالمي.
وقد أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية أن سفينة الحفر «سايبم 10000» ستصل إلى مصر في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث ستبدأ شركة إيني الإيطالية العمل على زيادة إنتاج الغاز من حقل غاز ظُهر البحري.
وكانت مصر خططت لتصبح مصدراً رئيسياً للغاز الطبيعي بعد اكتشاف حقل ظُهر من قِبل شركة إيني في عام 2015، إلا أن الإنتاج المحلي من الغاز شهد تراجعاً منذ عام 2021، ليصل إلى أدنى مستوياته خلال ست سنوات في عام 2024.
بلغ متوسط إنتاج حقل ظُهر 1.9 مليار قدم مكعبة يومياً في النصف الأول من عام 2024، وهو أقل بكثير من ذروة الإنتاج التي سجلها الحقل في عام 2019،ومن المقرر أن تبحر سفينة الحفر (سايبم 10000) إلى مصر في الأسابيع المقبلة، حيث ستبدأ عمليات الحفر باستخدام التقنيات الحديثة بهدف زيادة الإنتاج