في إطار الدور المصري الريادي لدعم الشعب الفلسطيني، تواصل القاهرة جهودها الإنسانية لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة، حيث لعبت مصر دورًا محوريًا في تقديم المساعدات الضرورية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
وعلى رأس هذه المساعدات تأتي شحنات الوقود، التي تشمل السولار والبنزين، إلى جانب الغاز، لتلبية احتياجات القطاع الحيوية من الطاقة.
خلال الأيام الأخيرة، شهد معبر رفح البري نشاطًا ملحوظًا، حيث دخلت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة. ففي يوم الأحد، الموافق 19 يناير 2025، عبرت 95 شاحنة مساعدات إنسانية معبر كرم أبو سالم، منها 9 شاحنات محملة بالوقود. هذه الشحنات تضمنت ثلاث شاحنات محملة بالسولار، وثلاث أخرى بالبنزين، إلى جانب ثلاث شاحنات تحمل الغاز. هذا التدفق المستمر للمساعدات يعكس التزام مصر بدورها الإنساني والسياسي تجاه القضية الفلسطينية.
وفي يوم الاثنين، 20 يناير 2025، استمر تدفق المساعدات، حيث دخلت أكثر من 50 شاحنة محملة بالوقود، إضافة إلى شحنات من المساعدات الغذائية والصحية والدوائية. تأتي هذه الشحنات في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة وقود خانقة أثرت على حياة السكان وأداء القطاعات الخدمية، مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء والمواصلات.
تُعد هذه المساعدات جزءًا من جهود مصرية أوسع تهدف إلى دعم استقرار قطاع غزة، وتحسين الظروف المعيشية لسكانه. ويُشيد المسؤولون في غزة بالدور المصري الذي يتخطى حدود تقديم المساعدات، ليشمل أيضًا تسهيل حركة المرور عبر معبر رفح، وهو المنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى العالم الخارجي.
هذا الدعم يأتي استكمالًا لدور مصر الدائم في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، حيث تعمل على تخفيف الحصار المفروض على القطاع وتوفير الاحتياجات الأساسية التي تفتقر إليها غزة نتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، تحرص القاهرة على التنسيق مع المنظمات الدولية لضمان استمرار تدفق المساعدات بشكل منتظم، بما يُسهم في التخفيف من الأزمات التي تواجه السكان.
خلفية الدعم المصري لغزة:
مصر كانت ولا تزال الداعم الأكبر للشعب الفلسطيني، خصوصًا في أوقات الأزمات. فمنذ تصاعد التوترات في القطاع، لعبت مصر دور الوسيط لتهدئة الأوضاع، إلى جانب جهودها المستمرة لإعادة إعمار غزة بعد العمليات العسكرية المتكررة. كما أن التنسيق المصري الفلسطيني يُعتبر جزءًا أساسيًا من الحفاظ على استقرار المنطقة، وتجنب المزيد من التدهور الإنساني.
أهمية شحنات الوقود:
يمثل الوقود شريان الحياة الأساسي للقطاعات الحيوية في غزة، حيث تعتمد عليه محطات الكهرباء بشكل كبير لتوفير التيار الكهربائي للسكان، الذين يعانون من انقطاع دائم للكهرباء. كما تحتاج المرافق الصحية لهذا الوقود لتشغيل الأجهزة الطبية الحيوية، مثل أجهزة التنفس الصناعي، في ظل نقص الإمكانيات الطبية.
الرسائل الإنسانية والسياسية:
يعكس الدعم المصري رسالة واضحة بأن القاهرة لن تتخلى عن مسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية، ليس فقط على الصعيد السياسي، ولكن أيضًا على الصعيد الإنساني. هذه الخطوات تعزز من الروابط الأخوية بين الشعبين المصري والفلسطيني، وتؤكد أن مصر ستظل الحاضنة الأولى لقضايا الأمة العربية.