ظهر الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الآونة الأخير كواحدًا من أبرز الاتجاهات التكنولوجية التي تشهدها دول العالم، بما في ذلك مصر.
تتراوح تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي من إنشاء محتوى جديد إلى تطوير حلول مبتكرة في مختلف المجالات. ومع ذلك، تبرز الحاجة الملحة إلى سن تشريعات واضحة لتنظيم هذا المجال المتطور، وذلك لضمان استخدامه بشكل آمن وأخلاقي.
صياغة مواد تشريعية جديدة
تعمل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بمجلس النواب، على إعداد وصياغة، مواد تشريعية جديدة، تختص بتقنين استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بمختلف مجالات الحياة العامة في مصر.
يأتي في ظل التوجه العالمي المتزايد، نحو الاعتماد على مساعدين محركات البحث للذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي مثل «ChatGPT» وديب سيك «جوجل بارد»، حيث استبعدت فكرة الرقابة على استخدام أي «روبوتس» لمحادثات الذكاء الاصطناعي.
حماية الخصوصية
وقال عثمان أبو النصر خبير تكنولوجيا المعلومات، أنه تبرز الحاجة الملحة إلى سن تشريعات واضحة لتنظيم هذا المجال المتطور، وذلك لضمان استخدامه بشكل آمن وأخلاقي، موضحا أنه تعتبر حماية الخصوصية من القضايا الأساسية التي تحتاج إلى معالجة في سياق الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأكد أبو النصر في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' يتطلب هذا النوع من التكنولوجيا جمع كميات هائلة من البيانات، مما يثير مخاوف بشأن كيفية استخدام هذه البيانات وحمايتها. لذلك، يجب أن تتضمن التشريعات قواعد واضحة تحكم جمع البيانات ومعالجتها، لضمان عدم انتهاك حقوق الأفراد.
أوضح أبو النصر أنه مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، تزداد أيضًا المخاطر المرتبطة به. لذا، يجب وضع معايير أمان تحمي الأنظمة من الاستغلال أو الهجمات السيبرانية. يجب أن تشمل هذه المعايير إجراءات للتأكد من أن الأنظمة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي آمنة وموثوقة.
الذكاء الاصطناعي يتطلب وجود إطار قانوني
من جانبه أيمن الجوهري المتخصص في نظم المعلومات أن التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي تتطلب وجود إطار قانوني يحدد المسؤوليات.
مشيرا إلى أنه في حالة حدوث أخطاء أو أضرار نتيجة استخدام الذكاء الاصطناعي، يجب أن تكون القوانين واضحة بشأن من يتحمل المسؤولية هذا سيساعد في حماية الأفراد والشركات من العواقب السلبية المحتملة.
أوضح الجوهري لـ'أهل مصر' تعتبر الأخلاقيات جزءًا لا يتجزأ من تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي. مطالباً بوضع إطار عمل أخلاقي يوجه الابتكار في هذا المجال، لضمان عدم التمييز أو الإضرار بالمجتمعات. يجب أن تشمل هذه الأخلاقيات مبادئ مثل الشفافية، والعدالة، والمسؤولية.
ولفت الجوهري في حديثه إلى أن التشريعات الواضحة والمناسبة تساعد في تشجيع الابتكار والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مبينا أن وجود إطار قانوني يحمي المستخدمين والمطورين على حد سواء، فإن ذلك يعزز الثقة في هذه التكنولوجيا ويشجع المزيد من الشركات على استكشاف إمكانياتها.