هل استفاد سوق الاتصالات من حظر مكالمات التسويق؟

شركات الاتصالات
شركات الاتصالات

جاءت إجراءات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بحظر مكالمات التسويق؛ بهدف تحسين تجربة المستخدم وتعزيز حماية البيانات الشخصية، واحدة من أبرز هذه الإجراءات، وإصدار إطار تنظيمي في ظل تعدد تأثيراتها السلبية على خدمات المحمول.

ويمثل حظر مكالمات التسويق، في مصر خطوة إيجابية نحو تحسين خدمات المحمول وتجربة العملاء، ومع التحديات التي قد تواجهها الشركات في هذا السياق، فإن الفرص المترتبة على الابتكار والتكيف مع البيئة الجديدة قد تساهم في تعزيز قوة القطاع ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمستخدمين.

إجراءات قوية لمنع مكالمات التسويق العقاري

واتخذ الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إجراءات قوية لمنع مكالمات التسويق العقاري، تصل لحد إغلاق الهاتف الذي تتم منه المكالمة، وفقا لما صرح به محمد إبراهيم رئيس أول التفاعل المجتمعي بجهاز تنظيم الاتصالات.

وأكد 'إبراهيم'، في تصريحات تليفزيونية، قائلًا: «هؤلاء الأشخاص بيرموا الخطوط ويجيبوا خطوط جديدة»، وهو ما اكتشفه 'تنظيم الاتصالات' وأدى إلى مشكلة كبيرة، مشيرًا إلى أن الجهاز حذرهم من وقف تشغيل الهاتف وتحويل الشركة للاجراءات القانونية إذا رفضوا تسجيل الخط الجديد.

وأشار إلى أن الجهاز رصد ارتفاع معدل المكالمات الترويجية المزعجة للمواطنين، لافتًا إلى توجيه هذه الشركات بتغيير أرقامها في شركات المحمول حتى تظهر للمواطن بأنها مكالمة ترويجية.

وشدد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على إلزام شركات التسويق العقاري بتنبيه مسبق وكلمة مكالمة ترويجية أعلى الاتصال الوارد، مشيرًا إلى أنه طلب من شركات المحمول القيام بالتحديثات الفنية المطلوبة لتنظيم المكالمة، وأعطى هذه الشركات مهلة شهر للقيام بهذه التغييرات وإلا سيقوم الجهاز باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هذا الرقم.

تحسين تجربة العملاء

وكشف حمدي الليثي خبير الاتصالات، أن أحد الآثار الأكثر وضوحًا لحظر مكالمات التسويق هو تحسين تجربة العملاء، مشيرًا إلى أن المكالمات المزعجة من شركات التسويق أصبحت أقل تكرارًا، مما ساهم في تقليل الإزعاج الذي كان يواجهه المستخدمون.

ولفت «الليثي»، في تصريحات خاصة إلى أهمية ذلك الإجراء في راحة العملاء بشكل أكبر عند استخدام خدمات المحمول، مما يزيد من رضاهم ويعزز من ولائهم للشركات المقدمة لهذه الخدمات.

زيادة مصداقية الشركات

وأوضح إن حظر المكالمات التسويقية غير المرغوب فيها يساهم أيضًا في تعزيز مصداقية الشركات، مؤكدًا أنه عندما تحترم الشركات خصوصية العملاء وتعمل على تجنب الإزعاج، فإنها تبني سمعة إيجابية في السوق، الأمر يجعل العملاء أكثر استعدادًا للتفاعل مع الشركات واستخدام خدماتها، مما يعود بالفائدة على الجميع.

تغيير استراتيجيات التسويق

وأكد «الليثي»، أن فرض الحظر على المكالمات التسويقية، أجبر الشركات إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها التسويقية، حيث أصبح من الضروري الاعتماد أكثر على الوسائل الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع العملاء، منوها أن هذا التغيير لا يساعد فقط الشركات في الوصول إلى جمهورها المستهدف، بل أيضًا يساهم في تعزيز الابتكار في طرق التواصل.

تأثير اقتصادي

من جانبه قال المهندس أحمد العطيفي خبير الشبكات، أنه لا يمكن تجاهل التأثير الاقتصادي لهذا الحظر لأن بعض الشركات قد تضطر إلى تعديل نماذجها التجارية، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على عائدات شركات الاتصالات، خاصة تلك التي كانت تعتمد على الإعلانات والمكالمات التسويقية كمصدر رئيسي للدخل. ومع ذلك، قد يؤدي هذا التغيير إلى خلق بيئة أكثر تنافسية في السوق.

تعزيز حماية البيانات

وأشار العطيفي في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أن هذا الإجراء يتماشى مع الاتجاه العالمي نحو حماية البيانات وخصوصية الأفراد وذلك من خلال حظر المكالمات التسويقية، حيث تعكس الحكومة المصرية التزامها بتحسين مستويات الأمان وحماية المعلومات الشخصية للمواطنين، مشددا أن هذا يعزز الثقة بين العملاء والشركات، مما يساهم في بناء سوق أكثر استدامة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً