اعلان

طارق متولي يكتب: ملهى ليلى

طارق متولي
طارق متولي
كتب : أهل مصر

طبيعى أن لا يجد الإنسان الطبيعى مكان له فى مستشفى المجانين سوف يكون وجوده مزعج جدا له وللمجانين على حد سواء .

طبيعى أن لا تجد السيدة الفاضلة لها مكان فى ملهى ليلى للرقص والغناء وشرب الخمر سوف يكون وجودها مزعج جدا لها ولرواد الملهى .

طبيعى أن لا يجد العالم مكانا بين الجهلاء والسوقيين لأنه سوف ينزعج من طريقتهم وكلامهم وهم سينزعجون من طريقته وكلامه

طبيعى أن لا يجد الشريف مكانا بين اللصوص فسوف يشعر معهم بالأثم وهم سيشعرون معه بالخزى والعار .

فى رحلة بحث الإنسان عن نفسه وهى رحلة شاقة جدا يحاول أن يجد المحيط الذى يناسبه وعندما يفشل يحاول أن يتناسب ويتأقلم مع المحيط المتاح من حوله لكنه رغم هذا لا يشعر بالراحة اذا كان المحيط الذى يعيش فيه ضد مبادئه وأفكاره ومن هنا تأتى المعاناة معاناة الغربة غربة النفس والروح والعقل وهى اصعب بكثير من غربة الجسد فالجسد إذا اغترب وذهب إلى مكان غريب عليه لكنه وجد مجمتع يتناسب مع أفكاره ومبادئه وثقافته وميوله لن يشعر الإنسان بالغربة ولهذا ينجح البعض فى السفر والإقامة فى دولة أخرى ويفشل البعض الآخر .

الإنسان شاء أم أبى سيصبغ بصبغة البيئة التى يعيش داخلها لهذا كان العمل على إصلاح هذه البيئة لتتناسب مع حياة جيدة لجميع افرادها أمر فى غاية الأهمية ففساد البيئة يعنى فساد أفرادها بالضرورة مهما تظاهر البعض بالصلاح فالأرض لا تنتج إلا ما يزرع فيها .لايمكن أن تزرع صبار فيثمر لك ازهار .

لا يمكن أن تكتفى بإصلاح نفسك وتترك محيطك عرضة للفساد لأنه ببساطة سيفسدك أو يفسد عليك صلاحك .أنها مسؤولية وواجب كل مسؤول عنها بالعمل على إصلاح محيط الأسرة والمدرسة والجامعة والعمل حتى نجنى مجتمع صالح فإذا تسرب الفساد للأسرة سيتسرب للمدرسة والجامعة والعمل سنجنى مجتمع فاسد مشوه وأشخاص فاسدين غير مسؤولين .هذه بالتحديد هى الأمانة التى أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال إذا ضيعت الأمانة فإنتظر الساعة .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
شعبة السيارات: موديلات "فولكس فاجن" و"أودي" المفرج عنها بالجمارك مباعة مسبقًا ولن تؤثر على حركة السوق