مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا
مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

خلال فترة عملنا في الصحف الحزبية لمسنا بكل وضوح أن بعض الأحزاب، قد تحول لما يمكن وصفه بأنه مجرد واجهة قانونية' لبيع التراخيص لصحف حزبية يرغب من يقومون عليها في الحصول على لافتة رئيس تحرير أو رئيس مجلس إدارة صحيفة حزبية لأغراض لا علاقة لها بالصحافة في كثير من الأحيان، ولن نحدد حزبًا على وجه التحديد، وإن كان حزب الأحرار كان أكثر الأحزاب التي توسعت في بيع تراخيص الصحف الحزبية، وتباين محتوى الصحف التي صدرت عن حزب الأحرار بشكل يدعو ليس فقط للدهشة بل يؤكد المعنى الواقعي لوصف الحزب الزائف، لأن بعض الصحف الصادرة عن نفس الواحد كان يتناقض في كل شئ مع صحف أخرى صادرة عن نفس الحزب، فأصدر حزب الأحرار صحيفة دينية تتبني الفكر السلفي، وأكثر من صحف عامة يغلب على بعضها نشر المنوعات وأفكار الفن، وصحيفة تم فتح أبوابها للصحفيين من جماعة الإخوان المسلمين فقط لغرض استكمال إجراءات التعيين وإلحاق المرضي عنهم من صحفيي الجماعة بنقابة الصحفيين، واذكر أني بعد أن تم إخلاء سبيلي من قضية الدكتور سعد الدين إبراهيم لجأت لمدير تحرير هذه الصحيفة للحصول على عمل، وكان من نفس دفعتي في كلية الإعلام، وكان يتابع بحكم عمله تفاصيل القضية وينشر عنها، ولم يقصر الحقيقة في تلويث سمعة المتهمين فيها مثل باقي الصحف بما في ذلك سمعة زميله في الدراسة وفي المهنة، وكان رده أنه يعمل في هذه الصحيفة لإنه من الإخوان ولا يوجد مكان لغير الإخوان فيها، وهكذا تجرد هذا الشخص من الحد الأدنى من المُروءةِ تجاه زميله في الدراسة وفي المهنة لجأ له في وقت شدة، وهى مُروءةِ لا تباع ولا تشترى ، وهى نفس المُروءةِ التي وجدتها عند أناس لا علاقة تربطهم بأى دين فضلا عن قيادي في صحيفة تنطق باسم جماعة دينية .

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

واصدر حزب الأحرار عشرات الرخص الإقليمية ، بخلاف صحيفة الحزب الرئيسية وصحيفة الحقيقة التي كانت تعتبر الصحيفة الثانية للحزب، ولا يمكن أن ينكر احد مهارة رئيس الحزب الراحل مصطفى كمال مراد في الحفاظ على كل أطراف اللعبة السياسية داخل الحزب في يده، و اشتهر مصطفى كامل مراد بإصدار تراخيص صحفية عن حزب الأحرار ، تُرضى ( جميع الأطراف السياسية التي يظن أنها سوف تدعم موقف حزبه في أى انتخابات قادمة، فصدر باسم الحزب 12 صحيفة ترضي جميع الأطراف، وكان له واقعة مشهورة عندما اصطدم بالرئيس مبارك على الهواء خلال خطبة لمبارك وهدده بالدعوة لعصيان مدني، ورد عليه مبارك بطريقة عصبية، لكن لمكانة مراد في الحياة الحزبية وتاريخه السابق وسط تنظيم الضباط الأحرار انتهى الموقف عند هذا الحد، وبعد ان توفي مصطفي كامل مراد في عام 1998. حزبياً، تفجرت الخلافات والصراعات داخل الحزب، وحتى قبل مرور أربعين يوما على وفاة مصطفى كامل مراد خيمت اجواء الانشقاق على حزب الاحرار، وأعلن الحمزة دعبس نفسه رئيسا للحزب مستندا لبعض العناصر الدينية التي استقطبها الشيخ صلاح أبو اسماعيل لحزب الأحرار خاصة في الريف بعد أن قام الشيخ بجولات في كل محافظات مصر بدعم من مراد جمع فيها توقيعات محبي دروسه الدينية على استمارات عضوية في الحزب بنفس طريق جماعة التبليغ والنور، وكان له في هذه الجولات مقولة خانه فيها التعبير، عليه رحمة الله، عندما قال أنه عرض نفسه على الأحزاب مثلما عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على الكفار!

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

وتسبب إعلان الحمزة دعبس نفسه رئيسا لحزب الأحرار في تفجير الحزب ، وفي هذه الأجواء التي عصفت بواحد من أهم الأحزاب المصرية من ناحية إصدارته الصحفية المتعددة والمتنوعة اعلن محمد فريد زكريا نائب رئيس الحزب وعضو مجلس الشورى رفضه تولي الحمزة دعبس موقع رئيس الحزب, وكانت مذكرة محمد فريد زكريا للجنة شؤون الأحزاب في هذا الصدد صادمة، فقد اتهم زكريا دعبس باستغلال مؤسسات الحزب للدعوة الى التشدد والتطرف وتحويله الى حزب ديني لنشر الافكار الهدامة. واشار زكريا في مذكرته الى تزايد الفساد المالي واهدار المال العام الذي تمثل في استغلال اصول ومخصصات ومقرات الحزب للتحايل والاستيلاء على اموال البنوك, وتأجير تراخيص الصحف, وبيع تأشيرات الحج والعمرة، والحقيقة إني من واقع خبرتي بالأجواء التي تسود الصحف الحزبية في هذا الوقت فإني أجد أن معظم هذه الاتهامات صحيحة مع الأسف، ولم يقتصر هذا على صحيفة الأحرار فحسب بل شملت كل الصحف الحزبية التي كانت لا تتورع عن الاتجار في الرخص وبيعها لسماسرة الإعلانات وبيع عضوية نقابة الصحفيين، وهى ممارسات مؤسفة لكنها الحقيقة التي يعرفها كل من مر بصالات الصحف الحزبية في مصر .

وكان من الطبيعي في ظل الطبيعة الزائفة لحزب الأحرار، التي لم تختلف في حقيقة الأمر عن الطبيعة الزائفة لكل أحزاب مبارك، أن تتوقف كل صحف الحزب التي توقفت عن الصدور بطبيعة الحال مع استمرار الشقاق، وإن استمرت جريدة الأحرار وهى صحيفة الحزب الرئيسية في الصدور بشكل مؤقت في إطار موائمة خاصة ولكنها في نهاية المطاف توقف نهائيا عن الصدور .

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

لكن مع ذلك فقد تميز حزب الأحرار بتجربة صحفية مثيرة، وهى تجربة صحيفة الأحرار تحت رئاسة الصحفي الراحل الكبير والاستاذ الذي تعلمت منه قيمة أساسية هى أهمية اجتماع التحرير وهو الأستاذ وحيد غازي، ولحسن حظي فقد شرفت بالعمل مع الأستاذ وحيد غازي في فترة توليه رئاسة تحرير صحيفة الأحرار، وأيضا في الفترة التي تولي فيها رئاسة تحرير الميدان بعد أن ترك صحيفة الأحرار، وكان الراحل الكبير يؤكد أنه سوف يعقد اجتماع التحرير كل يوم ثلاثاء، وهو يوم الصدور الأسبوعي لصحيفة الميدان، حتى وإن حضر الاجتماع هو بمفرده.

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

وتجربة الأستاذ وحيد غازي في جريدة الأحرار تجربة فريدة تستحق الدراسة، لقد شعرت بانكسار الأستاذ وحيد غازي في تجربته بجريدة الميدان، لأن اسمه ارتبط بأفضل فترات صحيفة الأحرار وقد لا أكون مغاليا أن أقول أن جريدة الأحرار هي وحيد غازي، وبعد أن تركها وحيد غازي لظروف أترفع عن الخوض فيها بقلمي حاول مصطفى كامل مراد أن يرضي وحيد غازى بإعطائه رخصة صحيفة اسبوعية بعنوان ( المواجهة )، ولكن تجربة المواجهة فشلت، كما أن وحيد غازي لم يستمر طويلا في تجربة الميدان، لأنه عندما ترك صحيفة الأحرار تركه معها روحه هناك في مكتب بالأحرار.

لقد مررت على صحيفة الأحرار، التي تصدر عن حزب الأحرار الاشتراكيين، وكان الوضع فيها مزرياً بعد الإطاحة برئيس تحريرها الذي بنى مجدها، الأستاذ والراحل الكبير وحيد غازي، الذي شرفت بالعمل معه في تجربته بصحيفة الميدان بعد أن ترك صحيفة الأحرار في مؤامرة تركت ثقوباً سوداء كثيرة على ثوب صاحبة الجلالة يدفع العاملون في صحيفة الأحرار ثمنها حتى وقت إعداد هذا الكتاب للطباعة. وتكتسب تجربة صحيفة الأحرار أهميتها كمرحلة تاريخية مرت بها الصحافة المصرية وهي مرحلة عودة الصحافة الحزبية بعد فترة طويلة. من الجدير بالذكر أنها جاءت أولاً لتمثل أول تجربة لإصدار جريدة حزبية في هذه الفترة التأسيسية من عمر الصحافة المصرية بعد عودة الأحزاب. ففي الخامس عشر من نوفمبر عام 1977، شهد المشهد السياسي والصحفي المصري حدثًا فارقًا بصدور العدد الأول من جريدة 'الأحرار'، التي مثلت الصوت المعارض الأول بعد ثورة يوليو. جاء هذا الإصدار ليعبر عن تطلعات حزب الأحرار الاشتراكيين بقيادة مصطفى كامل مراد، الذي كان هو نفسه أحد ضباط الصف الثاني في حركة الضباط الأحرار.

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

وجاءت فكرة صحيفة الأحرار بناءً على فكرة من رئيس الحزب مصطفى كامل مراد وبين الكاتب الصحفي الراحل جلال الدين الحمامصي وذلك بعد دراسة مستفيضة لإصدار جريدة معارضة أعدها الدكتور صليب بطرس أحد خبراء الإدارة في مصر. ووافق الحمامصي على أن يقوم بالإشراف فقط، مرشحاً الصحفي صلاح قبضايا لرئاسة التحرير. وتضامن مصطفى أمين بل شجع اختيار الراحل الكبير صلاح قبضايا، واختير الصحفي محمد الغلبان مديرًا للتحرير وعلى الفولي رئيسًا لمجلس الإدارة. بدأ الإعداد للأعداد الصفرية للجريدة والعدد الأول بقرض من بنك مصر ومبلغ من شركة التوزيع تحت حساب توزيع العدد الأول. ورشح الغلبان وحيد غازي الصحفي بالجمهورية نائبًا لرئيس التحرير، وقام سعيد إسماعيل سكرتير تحرير الأخبار بتصميم الصفحة الأولى والأخيرة، وصمم الأستاذ على مهيب شعار جريدة الأحرار على شكل الشمس. كما ابتكر أول رسام بالجريدة نبيل صادق شخصية مخلص الوسطاني وأصبح الكاريكاتير بديلاً للصورة في الصفحة الأولى والأخيرة. وتم اختيار المهندس محمود فوزي مديرًا للإعلانات وكانت أولى حملات الأحرار الصحفية 'كارثة القطن'، بسبب فساد المبيدات واستجواب النائب البرلماني محمد عبد الشافي عن هذه الكارثة، التي بلغت خسارتها مليون قنطار قيمتها 112 مليون دولار.

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

ونشر المانشيت في العدد الأول 'استجواب ممدوح سالم' (رئيس الوزراء متهم بالإهمال وإخفاء كارثة القطن). وجاء رد جريدة مصر على حملة كارثة القطن بإعلان الحكومة تعويض الفلاحين. وما أن صدر العدد الأول لصحيفة الأحرار حتى توافد المراسلون الأجانب على الاتصال بالجريدة طلبًا لزيارتها والقاء الصحفيين فيها، لتبدأ المواجهة مع الحكومة. فأصدر عبد المنعم الصاوي قرارًا بمنع نشر أي إعلان عن الأحرار في التليفزيون ومنع أي من رموز المعارضة من الظهور في التليفزيون. وعلى الرغم من أن قبضايا حقق نجاحًا لا يمكن أن تخطئه عين في المرحلة التأسيسية لصحيفة الأحرار، إلا أن الانتشار الكبير لصحيفة الأحرار لم يتحقق إلا بعد أن تولى وحيد غازي رئاسة تحرير الصحيفة وكتب روايته 'مدام شلاطة' على حلقات، وهي الحلقات التي رفعت توزيع الصحيفة إلى أرقام لم تحققها من قبل، وتحولت صحيفة الأحرار إلى رقم صعب في المجتمع الصحفي. وهو النجاح الذي دفع فاتورته وحيد غازي نفسه، بعد أن أصبحت صحيفة الأحرار محط أنظار الطامعين، فترك الصحيفة التي صنع هو مجدها مرغماً ليحل محله شخص عرف بأنه يجيد فن التآمر بعد أن برع في هذا الفن الخبيث من خلال ما تلقاه من دعم في أقبية أجهزة الأمن. لقد تركت هذه المؤامرة طعنة غادرة في قلب وحيد غازي، وأذكر حتى بعد مرور كل هذه السنوات آخر لقاء جمعني بالأستاذ الراحل الكبير وحيد غازي في مكتبه بجريدة الميدان، التي أظن أنه تولى رئاسة تحريرها تطوعًا. وأنا أجلس أمامه وحيدًا أنا وهو فقط في اجتماع التحرير في أحد أيام الثلاثاء، كان يقول لي إنه سوف يحرص على عقد اجتماع التحرير حتى لو حضره هو بنفسه وحيدًا. لقد أصبح الأستاذ الكبير، بعد أن ترك الأحرار أو أُجبر على تركها، اسمًا على مسمى، وحيدًا بعد أن انفض عنه كل من تملقوه وهو في قمة مجده الصحفي في صحيفة الأحرار التي تستحق وقفة مستقلة ودراسة خاصة لكونها من المدارس الصحفية التي خرج منها صحفيون أصبحوا فيما بعد قيادات في صحف مصرية وعربية ونقلوا خبرات مدرسة الأحرار لبلدان أخرى.

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

وحتى نكون منصفين يجب علينا أن نقول أن حزب الأحرار لم يكنب هو الوحيد الذي فتح الباب لفكرة بيع تراخيص الصحف، بل حتى الحزب الحزب الوطني الحاكم نفسه لم يتردد في التعاقد مع دار نشر خاصة لإصدار صحيفة الحزب، وبالطبع فمن يعرف الظروف العامة التي كانت سائدة في هذه الفترة يعرف أن صحيفة الحزب ليست مجرد لسان الحزب بل هى الحزب نفسه، وهى أهم من الحزب نفسه، ولن أتوسع هنا في سرد أدلة على هذه الحقيقة التي يعرفها كل من عمل في الصحف الحزبية، بل ويشعر بها رجل الشارع العادي، بل يكفي أن أشير إلى الفارق الكبير في شعبية حزب الوفد الآن وشعبية الحزب في الفترة التي كانت صحيفة الحزب فيها منتشرة وقوية تحت رئاسة صحفيين كبار القيمة والقامة مثل مصطفى شردي وجمال بدوي، وشعبية الحزب الآن في الفترة التي توقفت فيها صحيفة الحزب الورقية عن التوزيع مثلها مثل باقي إصدارت الصحف الورقية بما فيها الصحف التي كانت توزع أعداد كبيرة في قبل ظهور المواقع الإلكترونية، إن وضع حزب الوفد الان بسبب اختفاء صحيفته الورقية من عند باعة الصحف هو وضع مزري بامتياز، وشاهدي في هذا صديق عزيز وزميل المهنة والغربة زاملني فترة من تغريبتي في صحيفة خليجية معروفة، وهو في نفس الوقت عضو الهيئة الوفدية وابن اخت زعيم الحزب التاريخي فؤاد باشا سراج الدين، عندما قال لي بكل أسف إن ( حزب الوفد غير موجود ) !

مُذَكَّرَاتُ جورنالجي بَيَّنَ عَصْرَيْنِ .. إلى ذكرى الراحل الكبير وحيد غازي .. مدام شلاطة وحزب الوفد الذي لم يعد موجودًا

والحقيقة إن ما قاله لي الصديق العزيز والوفدي الكبير عن الحالة المزرية التي وصل لها حزب الوفد يستحق الرثاء، ذلك أني قرأت لرئيس الحزب الاستاذ عبد السند يمامة تصريحًا صادما لا يمكن أن يصدر عن رئيس حزب الوفد، فقد اعتبر يمامة أن الرئيس الراحل السادات هو مثله الأعلى، وأنا كصحفي وكمصري أحب الرئيس السادات وانا أو غيري من ملاييين المحبين للرئيس السادات يمكن لنا أن نقول أننا نعتبر الرئيس السادات مثلا أعلى، ولكن رئيس حزب الوفد الذي يجلس على مقعد سعد زغلول ومصطفى النحاس لا يمكن أن يقول إن السادات مثله الأعلى، ببساطة لأن السادات هو الذي قتل أمين عثمان وزير مالية الوفد واعترف بذلك في كتابه البحث عن الذات، والسادات هو الذي وقع مع باقي أعضاء مجلس قيادة الثورة على قرار حل حزب الوفد، وعندما أصبح السادات رئيسا للجمهورية هو نفسه الذي وضع فؤاد باشا سراج الدين الزعيم التاريخي للوفد في السجن، ولم يخرج سراج الدين من السجن إلا بوفاة السادات، فهل رئيس حزب الوفد يحق له مع كل هذه الملابسات التاريخية أن يعتبر السادات مثله الأعلى وهو جالس على نفس كرسي جلس عليه رئيس الحزب الذي سجنه السادات !

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً