على مدار ٢٧ عامًا لم يلتفت إليه مسؤولا واحدًا، رغم مرارة الحال وصعوبة المعيشة وضيق ذات اليد، فهو يعيش بمفرده رغم تواجده وسط الكثيرين، لكنهم تغافلوا عنه، وسقط الشاب ' مؤمن' متحدى الإعاقة، من حسابات المسؤولين وحسابات جميع من حوله.
مؤمن السيد، شاب خُلق بإعاقة نادرة، حيث خُلق بدون كفين وقدمين، ورغم تلك الإعاقة النادرة، الأ أنه هزمها وانتصر عليها، وخالط الناس وكل من هم فى عُمره، دون أن يستشعر بأى نقص، بل تمكن من القراءة والكتابة، وتفوق على أقرانه، وحصل على مؤهل دراسى متوسط، بل دفعته عزيمته القوية وطموحاته الواسعة، إلى إكتساب العشرات من المهارات التى غَفل البعض عن تعلمها من الأصحاء.
الشاب مؤمن
واكتسب 'مؤمن' ذاك البطل الذي هزم إعاقته، مهارة قيادة العجل، والدراجة النارية، والسيارة، والتوك توك، وأى مركبة، بكل ثقة وبمهارة عالية، ليثبت للجميع أنه صاحب قدرات عالية، وليس من ذوي الاحتياجات.
وأَبهر 'مؤمن' جيرانه وأهالى منطقته، عندما مارس بعض الأعمال الشاقة، التي تتنافى مع طبيعة إعاقته، مثل العمل فى أعمال المعمار من نقل الطوب ونقل الرمال وغيرها من أعمال شاقة، من أجل العيش الحلال والإستغناء عن سؤال الناس.
الشاب مؤمن
ووجه 'مؤمن' الملقب بمتحدى الإعاقة، برسالة لجريدة 'أهل مصر'، قائلًا: 'شكرا لكم على إهتمامكم بالبحث عنى والوصول إلىََّ رغم مشقة البحث عني والسير فى طريقى ومكان سكنى، وشكرا لأنكم تستشعرون بمرارة ما أحملة فى قلبى من آلام، وكنتم أول من سألتم عني'.
وأضاف مؤمن، انا إسمى مؤمن السيد، ٢٧ سنة، خلقت بدون راحة الكفين والقدمين، لكني تأقلمت مع تلك الإعاقة بل وانتصرت عليها، وحققت ما لم يحققه غيري من الأصحاء، وتعلمت وحصلت على دبلوم تجاري، وعندما طرقت باب المسؤولين والجهات المسؤولة عن ذوى الإحتياجات الخاصة، لكونى واحدًا منهم، لم أجد اهتمام ولم أجد أى رد وذلك على مدار سنوات عديدة متتالية.
الشاب مؤمن
وعبر مؤمن عن شكواه، قائلاً: 'رغم رغبتى فى ممارسة الأعمال الشاقة، من أجل توفير سُبل المعيشة، الأ أن أصحاب العمل لايقبلون عليَّ، نظرا لإعاقتى، فكانت تلك أزمة جديدة فوق أزماتى، وأستشعرت أننى لا مكان ليَّ بين الناس الأصحاء.
ووجه الشاب 'مؤمن' رسالة مؤثرة وعفوية إلى وزيرة التضامن الإجتماعى، قائلا : يا وزيرة التضامن الإجتماعى اعتبرينى بنتك واقفي بجانبى، كما ناشد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، بالنظر فى أمره ودعمه بتوفير فرص عمل يعيش من دخلها الثابت.
الشاب مؤمن