اعلان

ليميز الله الخبيث من الطيب .. ما هو الخبيث الذي سوف يميزه الله عن الطيب

القرآن
القرآن
كتب : وكالات

يقول المولى في كتابه العزيز : ( ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ) فما هو الخبيث الذي سوف يميزه الله من الطيب ؟ حول تفسير هذه الآية يوجد اتفاق ضمني على معنى مشترك لقوله تعالى: 'ليميز الله الخبيث من الطيب'. وهنا يطرح أكثر من سؤال فما الخبيث الذي سيميزه الله تعالى من الطيب وما العلة من هذا الفعل. وبما أن الآية تبدأ بلام التعليل، فلابد أن تكون هناك علة خفية في الآية السابقة. إذ يتبين أن هذه الآية فيها بيان العلة التي من أجلها سيحشر الله الكافرين في جهنم. وهي بيان المؤمن من الكافر. وفي ذلك يقول ابن عباس: ليميز أهل السعادة من أهل الشقاوة. وقيل العمل الخبيث من العمل الطيب، وقيل الخبيث والطيب صفة لموصف محذوف وهو المال، وقيل الإنفاق في سبيل الشيطان وسبيل الرحمن .

اقرأ أيضا .. أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .. هذا دليل على أن لله أولياء بين خلقه

قال أبو جعفر: يحشر الله هؤلاء الذين كفروا بربهم وينفقون أموالهم للصد عن سبيل الله إلى جهنم ليفرق بينهم وبين المؤمنين بالله وبرسوله، فيميز بينهم بأن يسكن أهل الإيمان جناته وينزل أهل الكفر ناره . وقيل: ليميز من يطيعه بقتال أعدائه الكافرين، أو يعصيه بالنكول عن ذلك. وهذا التمييز يحتمل أن يكون في الآخرة ويحتمل أن يكون في الدنيا بما يظهر من أعمالهم للمؤمنين واللام معللة لما جعل الله للكافرين من مال ينفقونه في الصد عن سبيل الله أي إنما أقدرناهم على ذلك .

وبما أن القرآن يفسر بعضه بعضًا كما في قوله: 'وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب'. وإذا جمعنا كل هذه المعاني سيكون التفسير الأقرب للذهن أن الله تعالى ابتلى المؤمنين بقتال الكفار وأقدرهم على إنفاق الأموال ليصدوا عن سبيل الله ومحاربة المسلمين لكي يميز الكافر من المؤمن، والعمل الخبيث من الصالح الطيب، فيُنزل المؤمن الجنان على أعماله الصالحة، ويدخل الكافر النار جزاء ما قدم من أعمال خبيثة. وقيل إن المقصود أن يميز المال الخبيث الذي أنفقه المشركون في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمال الطيب الذي أنفقه المسلمون في نصرة دين الله ونشر دعوته. وبالرغم من تعدد الأفهام حول معنى الخبيث والطيب، لكن النهاية محكومة بأن الله تعالى يجعل الخبيث بعضه على بعض ، فيضم الكفار الخبيثين في فريق واحد حتى يتراكموا من شدة ازدحامهم كالسحاب المركوم فيلقيهم كلهم في جهنم. فتكون هذه الأموال حسرة وسببًا في عذابهم في جهنم والسبب في التنكيل بهم وخسارتهم في الدنيا والآخرة؛ لأنهم اشتروا بأموالهم عذاب الله في الآخرة وتعجلوا بإنفاقهم إياها فيما أنفقوا من قتال رسول الله والمؤمنين به الذل والخزي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً