أثارت مشاركة أطفال مؤسسي مشروع حاوي لصناعة الملابس ببرنامج 'Shark Tank' شارك تانك، الجدل خاصة في ظل عمرهم الصغير الذي لايتجاوز 13 عاما حول كيفية تأسيس المشروع وإدارته لكن انقسمت الآراء ما بين رؤية محدودية فرص النجاح للكثير من الأطفال واختلاف الوضع تمامًا بالنسبة للعديد من الأطفال الآخرين، مثل أولئك الذين يعيشون في مناطق مثل السبتية، حيث إذ حاول أحدهم بيع نفس المنتجات، قد يواجه صعوبات كبيرة، مثل تعرضه لمضايقات البلدية، التي قد تستدعي أحد أفراد عائلته لضمانه في غضون دقائق.
أطفال شارك تانك
وجاءت مبررات ذلك الرأي بأن نجاح فكرة مشروع 'حاوي'- الذي يستهدف صناعة ملابس تناسب الشباب وجيل ألفا وما بعدها، -وظهور أطفاله ببرنامج كبير مثل شارك تانك تعود إلى المستوى التعليمي والمالي والاجتماعي العالي الذي يتمتع به عائلات تلك الأطفال فلولا ذلك ما استطاعوا الوصول للشاركس وإلقاء العرض التقديمي عن المشروع الذي يصعب على أطفال في سن المراهقة تحضيره بهذا الشكل الاحترافي.
بينما على العكس يأتي الرأي المضاد لهذا الاتجاه حيث يرى أن مشكلة كبيرة تواجه المجتمع المصري في الوقت الحالي، وهي انتشار ثقافة التشاؤم والحقد على أي نجاح أو إنجاز إيجابي. حيث أصبح هناك صوت مرتفع للناس الذين يشككون في كل خطوة إيجابية، وأي شخص يحاول القيام بشيء جيد يتعرض لهجوم بدلًا من تشجيعه، حتى تعرض الأطفال لانتقادات ومقارنات طبقية غير مبررة وتم قصر نجاحهم إلى خلفياتهم الاجتماعية، وكأن الفقر هو المبرر الفعلي لعدم النجاح. بدلاً من دعمهم.
ويظهر السؤال الطبيعي: لماذا المقارنة بين الأشخاص بدلاً من تشجيعهم فعلى الرغم من الإجراءات الحكومية المعقدة والظروف الاقتصادية الصعبة في مصر، لكن البعض لا يربط الفشل بتلك الظروف ، بل ينبع من عقلية الفرد. خاصة أن التعلق بنظرية المؤامرة يجعل البعض يعتقد أن العالم أجمع ضدهم، مما يعيقهم عن تحقيق طموحاتهم الامر الذي يحتاج معه لتغيير هذه العقلية ودعم روح المبادرة والإبداع في المجتمع.
ريادة الأعمال تحديات تعكس الطموحات والتطلعات للمستقبل
وقال رائد الأعمال محمد عز، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعد أكبر اقتصاد في العالم، حيث يزخر هذا البلد بحوالي 71 ألف شركة ناشئة.
وأضاف محمد في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أنه بفرض أن متوسط مؤسسي كل شركة يبلغ 3 أفراد، فهذا يعني أن عدد رواد الأعمال في أمريكا يقارب 210 آلاف شخص، أي ما يُعادل واحدًا من كل 1700 شخص في البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 340 مليون نسمة.
رواد الأعمال والمتغيرات الاقتصادية في مصر
وكشف محمد أن ذلك يغاير الوضع في مصر، الذي يختلف تمامًا. لا يتجاوز عدد الشركات الناشئة 2000 شركة، في دولة يبلغ عدد سكانها حوالي 110 مليون نسمة.
ولفت رائد الأعمال إلى أن هذا يُترجم إلى أن هناك واحدًا فقط من كل 52 ألف شخص مؤسس شركة، مما يُشير إلى تأخر كبير في هذا المجال مقارنةً بالولايات المتحدة.
وتابع رائد الأعمال أن هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تدل على الحاجة الملحة لتشجيع روح ريادة الأعمال في مصر.
وطالب رائد الأعمال بدلاً من المقارنات السلبية يجب دعم كل من يسعى لتطوير فكرة أو مشروع. ريادة الأعمال لا تعني فقط إطلاق فكرة جديدة، بل تتطلب عناصر أساسية مثل:
عناصر أساسية لبيئة ريادة الأعمال
- تعليم قوي: يبدأ من الأسرة والمدرسة.
- بيئة محفزة : تشجع على الإبداع والمخاطرة.
- ذكاء اجتماعي : ومرونة في التعامل مع الآخرين.
- شبكة علاقات : قوية تدعم النجاح.
ونوه رائد الأعمال هذه العوامل تتشكل على مدار الزمن، وليس الجميع يمتلك الموارد اللازمة للوصول إليها.
هل تقتصر ريادة الأعمال على فئات مجتمعية معينة؟
وأكد أنه مع ذلك، فإن ريادة الأعمال ليست مقتصرة على الأغنياء، حيث أن العديد من أنجح رواد الأعمال نشأوا من طبقات متوسطة تبحث دائمًا عن النجاح.
واختتم رائد الأعمال حديثه بأن الفرصة سانحة أمام الشباب المصري، وعلينا تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، لنفتح آفاق جديدة ونبني مستقبلًا أكثر إشراقًا.
كيف نزرع قيم ريادة الأعمال في الأطفال؟
كما عبر رائد الأعمال محمد عز عن سعادته المتزايدة جراء إدراك المجتمع لأهمية ريادة الأعمال، خاصةً عندما نرى أطفالًا في سن مبكرة قادرين على إحداث تأثير إيجابي. متسائلا: كيف يمكن للآباء تربية أبنائهم ليصبحوا رواد أعمال مستقبلين؟
وأوضح عز أن كل شيء يبدأ من القيم التي نغرسها في أطفالنا منذ الصغر بمثل هذه القيم التي يجب التركيز عليها:
ماذا يحتاج الأطفال لممارسة ريادة الاعمال بنجاح؟
1. التأثير : علم أطفالك أن لحياتهم هدفًا وأنهم قادرون على ترك أثر إيجابي في المجتمع. هذه القيمة ستعزز طموحهم ورغبتهم في تقديم الأفضل دائمًا.
2. المسؤولية : شجعهم على تحمل مسؤولية أفعالهم وقراراتهم. الأطفال الذين يتعلمون قيمة المسؤولية منذ الصغر ينمو لديهم شخصية قوية وقدرة على إدارة حياتهم بفعالية.
3. الصدق : يُعتبر الصدق حجر الأساس لأي نجاح. عندما يكون الطفل صادقًا، فإنه يكسب ثقة واحترام الآخرين.
4. التعاطف : تعلم التعاطف مع الآخرين يساعد الطفل على التفكير في احتياجاتهم ودعمهم. فالنجاح ليس فرديًا، والتعاطف يُسهم في بناء فرق ناجحة.
دور المدارس في تشكيل بيئة ريادية وتنمية الأعمال أمام الأطفال
لا يكفي أن نعتمد على المناهج الدراسية التقليدية والحفظ. يجب على المدارس أن تركز أكثر على بناء الشخصية وتطوير المهارات التي تجعل الطفل مستعدًا لمواجهة تحديات الحياة.
- المهارات الشخصية لتعليمهم كيفية التفاعل مع العالم.
- مهارات المبيعات لأنها مفيدة في جميع المجالات.
- مهارات العرض لتمكينهم من التعبير عن أفكارهم بثقة.
- العمل الجماعي لتعليمهم كيفية العمل معًا والنجاح كمجموعة.
وأكد عز أن الأجيال الجديدة بحاجة إلى اهتمامنا وتركيزنا، ليس فقط في التعليم الأكاديمي، ولكن أيضًا في بناء شخصياتهم. من خلال استثمارنا في أطفالنا بهذه الطريقة، نُسهم في خلق جيل لا يحلم فقط، بل يعرف كيف يحقق أحلامه ويترك أثرًا حقيقيًا في المجتمع.