ضحية جديدة تضاف لضحايا 'بالوعات' الصرف الصحي، التي تحصد العشرات من الأرواح، فبينما كان رجال الصرف الصحي بمنطقة الزاوية الحمراء في القاهرة، يصلحون أحد البالوعات بعد انسداد الصرف الصحي في أحد الشوارع، إذا بهم يكتشفون جثة معلقة أسفل البالوعة، بعد فتحها لتصليحها، ليتم إخطار رجال المباحث بالواقعة التي حررت محضرا بالواقعة وجرى تحويله إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق في الواقعة.
أمرت نيابة الزاوية الحمراء، بدفن جثة المجني عليها عقب تشريحها، لبيان أسباب الوفاة واستعجلت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة، كما أصدرت النيابة العامة قرارا آخر بفحص بلاغات المتغيبين خلال الفترة الأخيرة وصولا لهوية المجني عليها.
تلقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة، إخطارا من قسم شرطة الزاوية الحمراء، بتلقيه بلاغا من الأهالي بالعثور على جثة فتاة داخل بالوعة صرف صحي، تبين أنها في العقد الثاني من عمرها ومجهولة الهوية، تم نقلها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، فيما استمع فريق من رجال المباحث لأقوال شهود العيان الذين أكدوا أن مواسير الصرف انسدت، فقاموا برفع غطاء البالوعة لمعرفة السبب، قبل أن يكتشفوا جثة الفتاة.
بالوعات الموت جثامين مركز تلا بالمنوفية
لم تكن جثة فتاة الزاوية الحمراء، أول ضحايا بالوعات الصرف الصحي، ففي نوفمبر من 2019، اكتست قرية 'بمم' التابعة لمركز تلا بالمنوفية، بالسواد، إثر مصرع 5 أشخاص، اختناقًا داخل بالوعة صرف صحي بسبب استنشاقهم غاز الميثان، وشيع أهالي قرية 'بمم' التابعة لمحافظة المنوفية جثامين الضحايا.
جلس كرم عمار والد الشاب 'محمود' أحد الضحايا، وقد خارت قواه، كلامه متقطع، دموعه لا تفارق عيناه، وتحدث بنبرات حزينة مؤلمة 'ابني فلاح كان راجع من الأرض راكب عربية عليها برسيم، شاف اصحابه بيموتوا في البلاعة، نزل ينقذهم، مليش إلا هو، مين هيدور عليه يابني، عنده 27 سنة سايبلي أورطة عيال، هاعمل لهم إيه'.
وأضاف والد الضحية: 'كل يوم كان بيشلني يوديني المستشفى ويجيبني، مليش إلا هو يارب ،عوضي عليك يارب، عنده طفلين ومراته حامل في التالت'.
تلقت الأجهزة الأمنية بالمنوفية إخطارًا من وحدة مباحث مدينة تلا، بمصرع 5 عمال يومية وإصابة آخر، باختناق في بالوعة صرف صحي أثناء تسليكها بقرية بمم، وأعلنت محافظة المنوفية، في بيان رسمي تفاصيل وفاة العمال، موضحة أن الحادثة وقعت في نطاق خط صرف غير مهيأ ومغلق، نفذ الأهالي به عمليات توصيل بالمخالفة، وحاولوا تسليكه دون إعلام الشركة المنفذة للمشروع.
بالوعات الموت ضحية الشرقية نجا بأعجوبة من الموت
وفي يوليو 2020، وجه عبد الله حسن، والد الطفل الذى سقط في بالوعة صرف صحي بالشرقية، الشكر للدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، على اهتمامه بحالة ابنه الذي أنقذته العناية الإلهية من موت محقق بعد سقوطه في البالوعة أثناء لهوه بطائرة ورقية.
دلت التحقيقات الأولية أن هذه البالوعة تم رفع الغطاء عنها منذ يومين، بسبب رصف الشارع، وتابع والد الطفل:' الشارع بيرصفوه من 9 أشهر وبعد الحادث بيومين الشارع اتظبط تمامًا'، وأكد أن نجله حالته الصحية سيئة جدًا، وتابع: 'يدخل الحمام بشكل غير عادى، ومعدته تنتفخ بشكل غير طبيعى ودائما يقوم من النوم مفزوع'، مشيرًا إلى أن عملية انقاذه أخذت وقتًا خاصة وأنه فور إخراجه سقط مرة أخرى، مضيفًا:'أول ما كان يطلع سقط وصاحبه نزل جابه.. والبالوعة عمقها 6 متر ولكن بها مياه وهو الأمر الذى خفف من حدة الصدمة'.
النيابة تحبس مسؤلي شبكة الصرف الصحي بعد مصرع طفل الطالبية
وفي محافظة الجيزة، لقى طفل صغير مصرعه بعد سقوطه داخل إحدى بالوعات الصرف الصحى بمنطقة الطالبية، وبدأت جهات التحقيق فى اتخاذ إجراءات حازمة لحفظ حقوق أسرة الطفل الضحية، ومواجهة المسؤولين عن تلك الكارثة.
دلت التحريات التي جرت في الواقعة أن الطفل توجه بصحبة أسرته إلى نادى الطالبية لمشاهدة إحدى مباريات كرة القدم التى يشارك فيها شقيقه الأكبر، وعقب انتهاء المباراة خرج الطفل ياسين عماد من النادى مع أسرته، وعلى بعد أمتار قليلة من البوابة سقط داخل إحدى بالوعات الصرف الصحي، فيما جرى استخراج الطفل من البالوعة بعد مرور ما يقرب من ساعة على سقوطه بداخلها، وتم نقله إلى المستشفى ولكنه كان قد فارق الحياة.
بالوعات الموت النيابة العامة بجنوب الجيزة فتحت تحقيق حول الواقعة واستمعت لأقوال أسرة الطفل وشهود عيان، واستدعت عدد من المسؤولين عن شبكات الصرف الصحي، واستمعت لأقوال عدد من مسؤلي الصرف الصحي، وشبكات الصرف بنطاق محافظة الجيزة، في إطار التحقيقات التي باشرتها.
أعدت جهات التحقيق، مذكرة بالتحقيقات، وصدر قرار بحبس أحد مسؤلى شبكات الصرف الصحي في الجيزة، وضبط وإحضار آخرين، وأمرت باستدعاء عدد من المسؤولين بحى العمرانية وهيئة الصرف الصحي بمحافظة الجيزة، لسماع أقوالهم، لاستكمال التحقيقات.
في وقت سابق، تقدم 7 من أعضاء مجلس النواب، بطلبات إحاطة للدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، موجها لكل من رئيس الوزراء، ووزيري التنمية المحلية والإسكان، وذلك بسبب سقوط العديد من الضحايا من الأطفال وسرقة أغطية بالوعات الصرف الصحي بالشوارع، وهي الظاهرة التي انتشرت في عدد من المحافظات كالسويس، والبحيرة، وأسيوط، وآخرها سقوط طفل لم يتجاوز الأربع سنوات أمام نادي الطالبية بالجيزة.
قال النائبة داليا يوسف عضو مجلس النواب، إن تكرار حوادث السقوط في بالوعات الصرف الصحي أمر يحتاج إلى وقفة حقيقية من الحكومة، خاصة أن مثل هذه الحوادث تتكرر بشكل يومي في جميع محافظات الجمهورية دون تحرك حقيقي للقضاء على المشكلة.
وأكدت البرلمانية، في بيان لها، وجود إهمال جسيم وتعامل عشوائي من الحكومة عند القيام بأعمال إصلاحات في بالوعات الصرف الصحي كتجاهل وضع لوحات تحذيرية، عن أن هذه منطقة عمل، إلى جانب إهمال بلاغات المواطنين عن عدم وجود غطاء للبالوعات، وعدم الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة، مبينة أن حوادث السقوط لم تفرق بين كبير وصغير، فسقط عدد كبير من المواطنين أطفال وبالغين ضحايا لهذا الإهمال، مطالبة بوضع استراتيجية متكاملة لإيجاد حلول نهائية لهذه المشكلة.
وقال المهندس فرج عامر عضو مجلس النواب، إن انتشار حالات السقوط في بالوعات الصرف الصحي، والذي تسبب في وفاة الكثير من المواطنين، أصبح أمرًا لا يمكن التغاضي عنه، مشيرا إلى أن حجة الحكومة بأن سقوط الضحايا سببه سرقة غطاء البالوعات 'حجة واهية ليس للمواطنين دخل بها'، مؤكدا أنه يجب على الحكومة تحمل المسؤولية السياسية عن هذا الإهمال الجسيم، ووضع حلول عملية للقضاء على الظاهرة.
وقال النائب محمد علي عبدالحميد وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن سقوط طفل الجيزة أمام نادي الطالبية ليست الواقعة الأولى من نوعها في محافظة الجيزة، مبينا أن سببها انعدام المتابعة من قبل المحليات علي الصرف الصحي والبالوعات المفتوحة.
وقالت النائبة أنيسة حسونة عضو مجلس النواب، إنها سبق وحذرت مرارا من انتشار سرقة بالوعات الصرف الصحي دون أن تتخذ الحكومة إجراءات لحمايتها، ما تسبب في مخاطر للأطفال والمواطنين، مشيرة إلى أنه إذا لم يكن هناك حلا لهذه الأزمة المنتشرة في المحافظات، فإننا سنواجه بشكل دوري حوادث سقوط للأطفال وإصابتهم بإصابات بالغة، تصل للوفاة.
بالوعات الموت بدوره، أكد المهندس أحمد السجيني رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، في تصريحات صحفية له، أن هناك 4 حلول وضعتها لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لعلاج هذه الأزمة، تتمثل فيما يلي: أولا- ضرورة عقد اجتماع تنسيقي لوضع خطة جادة لتغيير الكود الخاص بالبلاعات من' زهر' إلى مواد أخرى، خصوصا أن التكنولوجيا الحديثة أسفرت عن منتجات تستطيع أن تتعامل مع الأحمال والاستخدمات المختلفة للبلاعات ولا تكون مطمع للعصابات، ثانيا- تدريب العاملين في المحليات، ولمسؤولين عن المتابعة اليومية، والذين يتولون التفتيش على مثل هذه الأمور ومنها التفتيش على البالوعات، ثالثا- أن يكون هناك خط ساخن في كل وحدة محلية فعال لهذه المسألة، وخط للطوارئ يتفاعل المواطنين من خلاله، ويتم توعيتهم بذلك.
وأكد 'السجيني' على ضرورة بدء الأجهزة الأمنية في ضبط العصابات، ومنها المباحث الجنائية، في وضع خطة عمل من الأجهزة المشهود لها بالكفاءة، والذين لديهم قدرة على ضبط العصابات بشكل سريع، ومن ثم يتم وأد المسألة من جذورها والقضاء علي أسبابها، لأن الوقاية خير من العلاج.
وأشار إلى أن اللجنة قدمت هذه الحلول في توصية رفعتها لعدد من القطاعات، مؤكدا أن مسئولية هذه القضية متشابكة، لذا قدمت لكل من وزارة التنمية المحلية، ووزارة الإسكان ممثلة في شركات المياه والصرف الصحي، وأيضا أجهزة التحريات الجنائية بضبط العصابات التي تسرق هذه البالوعات.
رئيس شركة الصرف الصحى بالقاهرة، قال في تصريحات صحفية سابقا، إن مشكلة سرقة أغطية البالوعات أصبحت ظاهرة سلبية، متابعا: 'نعمل على التصدى لها من خلال بدائل متعددة سواء بأغطية خرسانية أو الظهر المرن مع التفكير في رؤى أخرى متعلقة بعمل شبكات أسفل الأغطية لمنع سقوط الضحايا في حالة السرقة'.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
