اعلان

كيف حصل أحمد نصر على حكم البراءة الوحيد في قضية الإنضمام لتنظيم القاعدة بالسودان؟ (تفاصيل)

المستشار محمد شيرين فهمي
المستشار محمد شيرين فهمي

برأت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طواريء، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، متهما وحيدا في القضية المسماة إعلاميا بـ 'الإنضمام لتنظيم القاعدة بالسودان'، ليصبح المتهم الوحيد الذي تم تبرئته من بين 12 متهما جرت محاكمتهم أمام الجنايات.

يقول علاء علم الدين، المحامي بالنقض، وعضو هيئة الدفاع عن المتهم، إن موكله أحمد نصر محمد إمام بدوي، 35 سنة، حاصل على بكالوريوس التجارة، يعمل محاسبا بمنطقة كرداسة في الجيزة، ألقى القبض عليه قبل نحو عامين بناء على تحريات أمنية، تولت النيابة التحقيق معه ووجهت إليه تهمة الإنضمام لجماعة أسست على خلاف احكام القانون والدستور الغرض منها قلب نظام الحكم، ظل محبوسا على أثرها حتى أحيل للمحاكمة الموضوعية أمام محكمة جنايات أمن الدولة العليا، لتقضي المحكمة ببراءته من التهم المنسوبة إليه.

شرح 'علم الدين' موضحا أن أبدى عددا من الدفوع القانونية أمام هيئة محكمة الجنايات، والتي استجابت لها، لتقضي مؤخرا ببراءة المتهم من الجرائم المنسوبة إليه.

علاء علم الدين- المحامي بالنقضعلاء علم الدين- المحامي بالنقض

أشار المحامي إلى أن خلو أوراق القضية من الدليل اليقيني على صحة انضمام المتهم لأية جماعات غير مشروعة، أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، وهو الإتهام الموجه إليه من قبل الأجهزة الأمنية، بموجب محضر تحريات أعده فريق البحث والتحري في القضية.

ولفت الوكيل القانوني للمتهم أمام المحكمة إلى أن التحريات وحدها لا تصلح أن تكون سببا كافيا للإدانة لأنها لا تعبر إلا عن رأى مجريها، وتحتمل الصدق والكذب والصحة والبطلان، مستشهدا بأن أحكام محكمة النقض استقرت على عدم الاعتداد بتحريات المباحث وحدها لإدانة المتهم وتوقيع عقوبة قانونية عليه.

وبشأن المضبوطات المحرزة قبل المتهم، فأكد المحامي أن المتهم قد أنكر صلته بها وبافتراض صحة ضبطها عنده فهى تحمل مجرد أفكار، مؤكدا أن القضاء المصري لا يعاقب على الأفكار حتى لو كانت متطرفة ما دامت لم تترجم لأفعال مادية على أرض الواقع.

وتناول المحامي أمام القاضي مبدأ قانوني هام استقرت عليه الأحكام القضائية بأنه 'لا عقاب على مجرد الفكر'.

وأكد الدفاع على أنه لم يرد ذكر اسم المتهم على لسان أى من المتهمين المعترفين بتحقيقات النيابة العامة، بخلاف أن الأوراق خلت من أى دليل آخر يمكن الاستناد إليه.

'الأحكام تبنى على الجزم واليقين ولا تبنى على الظن والتخمين'، مبدأ قانوني هام، استند إليه محامي المتهم خلال مرافعته أمام دائرة المستشار محمد شيرين فهمي، رئيس المحكمة التي نظرت القضية، مؤكدا أنه يكفي أن تتشكك المحكمة في صحة نسبة الإتهام إلى المتهم حتى تقضي معه بالبراءة.

واختتم المحامي بأن المحكمة استجابت للدفوع والمرافعة التي أبداها أمامها، وحجزت القضية للنطق بالحكم خلال جلسة الأحد الماضي، لتقضي بعدها ببراءة المتهم من جميع الإتهامات والجرائم المنسوبة إليه في القضية.

يقيم 'أحمد' في منطقة كرداسة، في أوائل عام 2019، ألقى القبض عليه بمعرفة رجال الأمن، بناء على محضر تحريات أعده قطاع الأمن الوطني عن نشاط المتهم، جرت إحالته للتحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا، على خلفية انضمامه لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، الغرض منها قلب نظام الحكم، وهى جماعة 'تنظيم القاعدة' الإرهابية.

باشرت نيابة أمن الدولة تحقيقاتها مع المتهم، وأمرت بحبسه احتياطيا على ذمة التحقيقات، وتم تجديد حبسه عدة مرات، حتى أمر النائب العام بإحالته إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طواريء، أمام دائرة المستشار محمد شيرين فهمي.

تحمل القضية رقم 101 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، وقيدت برقم 154 لسنة 2020 جنايات أمن دولة عليا.

وجهت النيابة إلى المتهم ارتكاب جريمة الإنضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، كما حرزت الأجهزة الأمنية بعض المضبوطات المتمثلة في أوراق تتضمن بعض الأفكار التكفيرية التي تحرض على الخروج عن نظام الحكم القائم، وتروج لارتكاب أفعال عدائية ضد مؤسسات الدولة ومن بينها رجال الشرطة والقوات المسلحة والقضاء، بهدف النيل من هيبة الدولة وإظهارها في مظهر الضعيف.

الأحد الماضي، قضت الدائرة الأولي إرهاب بمحكمة الجنايات، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، والمنعقدة بمجمع محاكم طرة، بالسجن المؤبد لمتهم، والسجن المشدد 15 سنة لـ 9 آخرين، ومعاقبة متهم واحد بالسجن المشدد 7 سنوات، وبراءة متهم آخر من التهم المنسوبة إليه في القضية المعروفة إعلاميا بـ'الإنضمام إلى تنظيم القاعدة بالسودان'.

ذكر أمر الإحالة فى القضية المقيدة برقم 154 لسنة 2020 جنايات أمن دولة عليا، قيام المتهم عاطف شحات 'هارب' بتأسيس وتمويل جماعة إرهابية تعتنق فكر تنظيم القاعدة، وكان دوره بالتعاون مع المتهم الثاني تسهيل سفر أعضاء التنظيم لخارج البلاد، فيما أكدت التحقيقات قيام المتهمين من الثاني وحتى الثامن بالالتحاق بمعسكرات خارج البلاد وتلقي تدريبات حربية على مهاجمة رجال الشرطة والقوات المسلحة.

وأظهرت التحقيقات أن المتهمين انضموا فكريا بتنظيم القاعدة وحركة 'طالبان'، وتلقوا تدريبات عسكرية على الأسلحة وتصنيع العبوات المتفجرة واستعمالها وكذا ممارسة شتى أنواع الفنون القتالية.

WhatsApp
Telegram