استعرض الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات استراتيجية القارة الأفريقية للذكاء الاصطناعى، وجهود مصر الوطنية والإقليمية لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعى، بمشاركة ستيفانى ديلموت وزيرة التنمية الرقمية والبريد والاتصالات بمدغشقر، و نيما لوغانجيرا عضو البرلمان التنزانى ورئيسة الشبكة البرلمانية الأفريقية لحوكمة الإنترنت، وتاكوو إيماغاوا نائب وزير الشؤون الداخلية والاتصالات للشؤون الخارجية فى اليابان، و موريل بوبا فابر الخبيرة فى سياسات وحوكمة الذكاء الاصطناعى. وأدار النقاش توماس شنايدر نائب رئيس لجنة مجلس أوروبا المعنية بالذكاء الاصطناعى.
أكد عمرو طلعت وزير الاتصالات أن مصر اتخذت العديد من الخطوات نحو دمج الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات والتى بدأت بتأسيس المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى عام 2019، تلاه إطلاق الإصدار الأول من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، وإنشاء مركز الابتكار التطبيقى لتطوير حلول مبتكرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، وعقد شراكات مع جامعات وشركات عالمية لتنفيذ مشاريع تنموية، كما تم إطلاق الميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى المسؤول.
وأشار إلى أن هذه الجهود ساهمت فى تقدم مصر إلى المركز 65 عالميًا فى مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعى صعودا من المركز 111 عام 2019.
وشارك الوزير فى ورشة عمل بعنوان "المشاركة الأفريقية فى الذكاء الاصطناعى العالمي"، التى نظمها مجلس أوروبا، حيث ناقشت رؤى الدول الأفريقية بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعى على المستوى العالمى، وذلك بحضور آلان بيرسيه الأمين العام لمجلس أوروبا، و هيساشى ماتسوموتو نائب الوزير البرلمانى للشؤون الخارجية فى اليابان
وأوضح طلعت أن الإصدار الأول من الاستراتيجية ارتكز على أربعة محاور تشمل الذكاء الاصطناعى للحكومة بهدف تعزيز أتمتة العمليات الحكومية، والذكاء الاصطناعى للتنمية لاستخدام التقنيات فى القطاعات التنموية، ومحور بناء القدرات، بالإضافة إلى الأنشطة الدولية؛ مشيرا إلى مشاركة مصر الفعالة فى المحافل الدولية المعنية بحوكمة الذكاء الاصطناعى، فضلًا عن تعاونها المستمر مع الاتحاد الدولى للاتصالات، ووكالات الأمم المتحدة المختلفة، ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية.
وتابع أن مصر ترأست فريق العمل المعنى بالذكاء الاصطناعى فى الاتحاد الأفريقى، وأسهمت فى وضع استراتيجية الذكاء الاصطناعى للقارة، كما ترأست مجموعة العمل المعنية بوضع الاستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعى، حيث تم اعتماد الاستراتيجيتين، ويجرى حاليًا العمل مع المجموعتين الأفريقية والعربية على وضع الأطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعى وخطط تنفيذ الاستراتيجيتين.
وأضاف طلعت أنه تم إطلاق الإصدار الثانى من استراتيجية الذكاء الاصطناعى، التى تركز على الحوكمة والتكنولوجيا والبيانات والمهارات وتطوير النظام الإيكولوجى، ويتم العمل على إنشاء مركز الذكاء الاصطناعى المسؤول، ووضع إطار تنظيمى وطنى للذكاء الاصطناعى.
وأكد على الدور الفاعل للاتحاد الأفريقى والدول الأعضاء فى صياغة مشهد الحوكمة العالمى للذكاء الاصطناعى، مشددًا على أن أفريقيا حاضرة بقوة فى هذا المشهد، سواء من خلال التعاون الثنائى أو المتعدد الأطراف، مستعرضًا الدور الفاعل للدول الأفريقية فى صياغة قرار الأمم المتحدة المتعلق بالذكاء الاصطناعى وبناء القدرات، ومشاركتها الفعالة فى المنتديات والمجموعات الدولية المعنية بحوكمة الذكاء الاصطناعى.
وأشار طلعت إلى استراتيجية الذكاء الاصطناعى القارية للاتحاد الأفريقى، التى تم اعتمادها فى يوليو 2024، والهادفة إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى ضرورة وضع سياسات إقليمية للذكاء الاصطناعى تتوافق مع الأطر العالمية، وتعطى الأولوية للاحتياجات الأفريقية. واستعرض عددًا من المقترحات لتعزيز تأثير الدور الأفريقى عالميًا، والتى تشمل وضع إطار سياسات قارى للذكاء الاصطناعى، وتعزيز هيئات حوكمة الذكاء الاصطناعى الإقليمية من خلال تشكيل وحدة أفريقية لسياسات الذكاء الاصطناعى، لتنسيق استراتيجيات الذكاء الاصطناعى بين البلدان الأفريقية، وضمان التمثيل فى المنتديات العالمية المعنية، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وإنشاء مراكز تدريب وبحث متخصصة فى سياسات الذكاء الاصطناعى.
كما أشار إلى أن العمل جارٍ على إعداد ميثاق أفريقيا للذكاء الاصطناعى ليكون أداة رئيسية لتطوير سياسات ذكاء اصطناعى مجتمعية، تتماشى مع احتياجات القارة وتناسب ثقافتها.
ودعا طلعت المجتمع الدولى إلى الاستثمار فى مراكز أبحاث الذكاء الاصطناعى ومراكز الابتكار، وتنمية المواهب المحلية، وتطوير البنية التحتية الرقمية فى أفريقيا، وتشجيع الشركات الناشئة والابتكار فى هذا المجال.
ولفت إلى الفرص الواعدة لتحقيق تعاون وثيق بين أفريقيا ومجلس أوروبا فى ضوء العمل على صياغة ميثاق الذكاء الاصطناعى لافريقيا؛ مؤكدا حرص مصر على التعاون مع مجلس أوروبا للاستفادة من خبراته فى إنشاء مركز الذكاء الاصطناعى المسؤول وتفعيل الميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى، وكذلك التعاون مع مراكز الذكاء الاصطناعى العالمية وهيئات وضع المعايير، للوصول إلى معايير ذكاء اصطناعى تتوافق مع متطلبات القارة الأفريقية.
التى افتتحها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى العاصمة الفرنسية باريس، بحضور ناريندرا مودى رئيس وزراء الهند، و جيه دى فانس نائب رئيس الولايات المتحدة، و أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، و أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، ودورين بوجدان مارتن الأمين العام للاتحاد الدولى للاتصالات، ونحو 30 رئيس دولة وحكومة، و60 وزيرًا وسفيرًا ومسؤولًا حكوميًا، إضافةً إلى 20 رئيس مؤسسة دولية.