اعلان

عصام عياد يكتب: 30 يونيو ثورة أم حرب

عصام عياد
عصام عياد
كتب : أهل مصر

في ذكري 30 يونيو نهنيء الشعب المصري بل والعربي والإسلامي بهذه الذكرى، حيث إفشال مخطتات العدو في إحكام السيطرة علي خيرات ومقدرات وقرارات العرب ومن ثم المسلمين كافة.

وهنا يتبادر الي الذهن سؤال مهم ، هل 30 يونيو ثورة أم حرب ؟ لنتعلم من الأحداث ، ولا نكرر الأخطاء وللإجابة علي هذا السؤال لا بد لنا أن نعرف أولاً معني الثورة ، والفرق بينها وبين الحرب.

فمفهوم الثورة ، هو تغير وضع معين الي وضع آخر سواء كان سياسياً ، أو اجتماعيًا، أو صناعيًا... ألخ يقوم به جماعة من الشعب، ويقاس نجاحها بالقدرة علي إحداث تغيرات في المجتمع.

والثورة تقوم علي ثلاث ركائز أساسية هي فكرة خلاقة، نخبة منظمة، جماهير واعية اقتنعوا بالفكرة ونفذوا، والثورات لا يستخدم فيها القوة الصلبة، ومفهوم الحرب، هو عنف منظم، نزاع مسلح في الغالب ( قبل تغير أشكال الحروب ) بين مجتمعين أو أكثر، وللتوضيح أكثر لا بد لنا للعودة الي أحداث 25 يناير ، وهل كانت ثورة حقيقية ؟.

قد يلتبس الأمر على البعض، بسبب تغير أشكال وأساليب الحرب ، فيظن أنها ثورة كاملة الأركان، وحسب مفهوم الثورات، كما اوضحناه فهي ليست بثورة ، وإنما هي حرب في شكل ثورة، فأصحاب الفكرة ليسوا من شعب مصر، ولكنهم من الخارج، وكذلك المنظمين الاوائل ، الذين دفعوا ودربوا ما كانوا من أهل مصر، لكن الجمهور المنفذ كان من أهل مصر.

فهي خطوة من خطوات مخطط الربيع العربي، والفوضي الخلاقة، والشرق الأوسط الجديد، المعلن عنها، والتي نفذت في أكثر من بلد، دولة تلو الأخرى، بالإضافة الي استخدام العنف المسلح، وقتل الكثير من الابرياء لتأجيج المشاعر و رفع وزيادة حالة الغضب عند أصحاب الحقوق من المصريين و المتعاطفين معهم، وتوظيفها لتحقيق أهداف المتآمرين، فهل كان لشعب مصر أن يحرق أقسام شرطة مصر كلها في وقت واحد، وفي نفس الوقت تقتحم جميع سجون مصر ، يعني كان من مصلحة شعب مصر خروج المجرمين بجميع أشكالهم من السجون ، لخلق حالة من الفوضي وتهديد وترويع المدنيين( ابحث عن المستفيد تعرف المنفذ) إلى جانب محاولة التخلص من بعض ركائز الدولة الأساسية ، كوزارة العدل ، والداخلية وظهور الاسطول الأمريكي بالبحر المتوسط ومطالبة الرئيس الأمريكي بسرعة التنفيذ مهدداً now , now.

بالإضافة الي محاولة الاستيلاء على بعض الوثائق الهامة أو التخلص منها بالحرق، كما حدث في المجمع العلمي .... ألخ

كل هذا يؤكد أن أحداث 25 يناير كانت في الأصل حرب أو سميها إن شئت عدوان، ولكنه في شكل ثورة، ساعد فيها العديد من الشرفاء أصحاب المطالب والحقوق المشروعة، بحسن نية، استطاع المتآمرون استغلالهم والتستر خلف رغباتهم ومطالبهم المشروعة لتنفيذ خطتهم نعود إذاً الي الاجابة علي السؤال الاول ، هل 30 يونو ثورة أم حرب ؟، هي أيضًا ثورة في الشكل وحرب في الموضوع ، فهي حرب في شكل ثورة ، ولكنها حرب لإجلاء احتلال بالوكالة فجماعة الاخوان المسلمين كانت تحكم لصالح الغرب ، ودليل ذلك:

-موافقة حكومة الاخوان علي صفقة القرن

- وقف جماعة حماس عن استكمال انتصاراتهم علي إسرائيل وعمل اتفاقية برعاية الإخوان تتعهد فيها حماس عدم التعرض لإسرائيل باذي

-التمهيد لعودة اليهود واستعادة أملاكهم بمصر ، جاء ذلك خلال تصريحات عصام العريان.

- تصريحات هيلاري كلينتون في مذكراتها ، بأن يوم الخامس من يوليو كان اليوم المحدد بالاتفاق مع أمريكا لإعلان سيناء إمارة إسلامية ، وهو سبب رئيسي في عزل مرسي في الثالث من يوليو، أي قبل اليوم المحدد بيومين

- وظهر ذلك أيضا جلياً عندما هدد الدكتور مرسي المشير السيسي بأن أمريكا لن تسكت و أن مصر لن تقدر علي مواجهتها

- بالإضافة الي موقف أمريكا من ثورة 30 يونيو، حيث اعتبرت ذلك انقلاب علي الشرعية، ونددت به، وتبع ذلك إجراءات عديدة، منها:

- تعليق المعونة الامريكية 260 مليون دولار

- الغاء مناورة النجم الساطع

- الهجوم الاعلامي من خلال القنوات المختلفة والابواق المأجورة

- توجيه الاتهامات بانتهاك حقوق الانسان

- تجميد عضوية مصر في الاتحاد الافريقي

- وقف المساعدات والالتزامات العسكرية

- رعايتها للإرهاب في سيناء وفي ليبيا

- التلويح بفرض العقوبات الدولية

وقد حققت مصر في تلك الحرب نصراً مشهوداً بفضل الله عز وجل ومن تلك الانتصارات

- توطيد العلاقات بين مصر وروسيا والصين ، ثلاثة أعضاء من الخمسة أصحاب حق الفيتو

- استعادت مصر مكانتها بين الدول وتصدرت المشهد في معظم المناسبات والمحافل الدولية وكان للقيادة المصرية استقبالاً غير مسبوق

- عادت مصر الي عضوية الاتحاد الافريقي بل وترأسته

- نوعت مصر مصادر السلاح

- طورت الجيش وقضت على الإرهاب

- فتح علاقات دولية جديدة وابرام اتفاقات تجارية واقتصادية

- نجحت مصر في بناء الثقة مع القوي الاوربية والامريكية واسست علاقات شراكة مع قوي متعددة

- تحررت من القيود التي فرضت عليها

وفرضت نفوزها علي المنطقة

- عودة العلاقات مع واشنطن وسعت تركيا حتي أعادت علاقاتها بمصر

- عضوية منظمة البريكس

ولكن هل انتهت الحرب عند هذا الحد ؟

لا لم تنتهي الحرب عند هذا الحد

فقط تغير شكلها مرة أخري

فكانت باستخدام وسائل الضغط الغير مباشر للتأثير علي مصر ومن أمثلة تلك الضغوط :

- اشعال جميع الحدود المصرية لتشتيت قوة الجيش المصري وخلق أزمات دائمة

- أزمة سد النهضة ومحاولة جر مصر للاستخدام القوة حتي تفرض عليها العقوبات الدوليه

- أزمة السودان وقبول نزوح السودانيين الي مصر التي تعاني من غلاء الأسعار وقلة الموارد ، أو احراجها دوليا

- أزمة الدولار ورفع الفائدة المستمر كي تعجز مصر عن توفير احتياجاتها من السلع الضرورية

- استمرار الاتهامات بانتهاك حقوق الانسان ومحاولات التدخل في الشأن المصري بطرق غير مباشرة

- أزمة القمح بعد حرب روسيا و اكرانيا

- طريق التجارة الجديد للتأثير علي ارادات قناة السويس

- حرب غزة ومحاولة تهجير الفلسطينيين الي سيناء

- بجاحة اتهام مصر بعدم تقديم المساعدات لأهل غزة المصابين والمقهورين برصاص إسرائيلي رغم قتلهم للأطفال والنساء والعزل واستهدافهم المستشفيات وتمثيلهم القتلي

- مشكلة استخدام الحوثيين في خلق توتر بالمنطقة للتأثير علي ايرادات قناة السويس وجميع المواني المصرية علي البحر الاحمر

- مشكلة الغاز بعد وقف إسرائيل تصديره الي مصر بحجة وجود اعطال وتاثيرهم علي قبرص واليونان لعدم تسييل الغاز بمصر

- مشكلة الكهرباء المتأثرة بمشكله الغاز لإثارة غضب الشعب المصري وتعطيل الإنتاج

- حرب لبنان للتأثير علي استخراج الغاز المصري من حقل زهر وكذلك استكشافات آبار الغاز الجديدة بالمنطقة والتأثير علي قناة السويس من الجهة الشمالية ، ولاحكام الخناق علي مصر من جميع الجهات

وما زالت مصر صامدة أمام كل تلك المؤامرات وستنجح بإذن الله

لأنها محفوظه بأمر الله تعالي ، ولبسالة وتفهم الشعب المصري العظيم ،الذي يدفع بالغالي والثمين فداء لتراب هذا البلد ولا يفرط في زمرة من ترابها ، والأرض عنده عرض لا تفريط فيه ابدا ، والجميع شاهد علي ذلك ، ومن لم يصدق ومن لم يعلم ، فليقرأ التاريخ

نعلم أن تلك المؤامرات لم تتوقف ولكننا نقول للمتآمرين خاب مسعاكم وستتحطم في كل مرة خطتتكم علي صخرة كبرياء تلك البلد العظيمة ، وستظل باذن الله مصر أم البلاد وغوث العباد

حفظ الله مصر واهلها من كل مكروه وسوء ووفق ولاة أمورها لما فيه الصلاح للعباد والبلاد

وكل ثانية وانتم في أمان الله

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً