السر في الغاز ومخطط "كوشنر".. تفاصيل خطة ترامب تحويل غزة لـ"ريفييرا الشرق الأوسط"

جاريد كوشنر والرئيس الأمريكي دونالد ترمب
جاريد كوشنر والرئيس الأمريكي دونالد ترمب
كتب : سها صلاح

أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة وإعادة تطويره كمشروع سياحي تحت السيطرة الأمريكية موجة من الانتقادات والغضب على الصعيدين الفلسطيني والعالمي. هذه الفكرة التي طرحتها إدارة ترامب في أكثر من مناسبة، تكشف عن الطابع الاستثماري للمخططات الأمريكية في المنطقة، وهو ما دفع العديد من الخبراء والسياسيين إلى اعتبارها انتهاكًا للقانون الدولي ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

في هذا السياق، تبرز مواقف العديد من الدول العربية والجهات الفلسطينية الرافضة لهذه التصريحات، مما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول دوافع الولايات المتحدة من وراء هذه المقترحات وأثرها على مستقبل الصراع في الشرق الأوسط.

وأحيت تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن تهجير سكان قطاع غزة، مخطط رجل الظل لدي 'ترامب' مستشاره السابق وزوج ابنته 'جاريد كوشنر' 'كعكعة' اعادة إعمار غزة ليصبح منتجعا ساحليا دوليا تحت السيطرة الأميركية، وأثارت الفكرة التي تحدث عنها ترامب في مؤتمر صحافي، يوم الثلاثاء، ردود فعل صادمة من الفلسطينيين والعرب والغرب، حيث يقولون إنها تمثل تطهيرا عرقيا كما أنها غير شرعية بموجب القانون الدولي.

خطة جاريد كوشنر

لكن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن غزة من وجهة نظر فرص الاستثمار العقاري، ففي أكتوبر من العام الماضي، قال في مقابلة إذاعية إن غزة قد تكون 'أفضل من موناكو' إذا ما أعيد بناؤها بالطريقة الصحيحة.

وظهرت فكرة إعادة تطوير غزة بشكل جذري بعد وقت قصير من بدء إسرائيل حملتها على القطاع الساحلي الضيق في أعقاب الهجوم الذي قادته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، خاصة من جانب كوشنر الذي ساعد بصفته مبعوثا خاصا للشرق الأوسط في ولاية ترامب الأولى في تعزيز تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.

وسبق أن وصف كوشنر الصراع العربي الإسرائيلي بأكمله بأنه 'ليس أكثر من نزاع عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين'، بحسب تعبيره، وقال في فعالية في هارفارد في فبراير 2024 'العقارات على الواجهة البحرية لغزة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة، إذا ما ركز الناس على توفير سبل العيش'،وكان كوشنر نفسه مطورا عقاريا في نيويورك قبل ولاية ترامب الأولى.

وفي بيان صدر يوم الأربعاء، قالت وزارة الخارجية السعودية إن المملكة ترفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم. كما نددت السلطة الفلسطينية وحماس بهذه التصريحات.

منتجع سياحي أشبه بالـ"ريفييرا"

وبالنسبة للفلسطينيين، ومع كون فكرة تحويل غزة إلى منتجع ساحلي أشبه بالـ'ريفييرا' تبدو مستبعدة، فإن مثل هذا الحديث يذكرهم بالنكبة التي عانوها بعد حرب 1948 وإعلان قيام إسرائيل عندما فر 700 ألف شخص أو أجبروا على ترك منازلهم.

ولم يتم الكشف عن كيفية تنفيذ رؤية ترامب بإنشاء 'ريفييرا الشرق الأوسط' في غزة، حيث لا تزال حركة حماس تمسك بقوة بزمام الأمور، وحيث كان هناك رد فعل غاضب على تعليقاته.

ويحكم ملكية الأراضي في غزة مزيج معقد من اللوائح والعادات التي تضرب بجذورها لفترة الحكم العثماني والانتداب البريطاني والقوانين الأردنية، بالإضافة إلى الممارسات التي تحددها العائلات، مع دعم سندات ملكية الأراضي أحيانا بوثائق من أنظمة قانونية سابقة. وهناك حاليا قيود شديدة بشأن شراء الأجانب للأراضي.

والآن وبعد 15 شهرا من القصف أصبحت غزة 'موقع هدم'، وفقا لتعبير ترامب، وقال مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن إعادة البناء ستحتاج ما بين عشرة و15 عاما. وويتكوف نفسه مطور عقاري سابق أصبح الأسبوع الماضي أكبر مسؤول أميركي تطأ قدمه القطاع منذ اشتعال الحرب، وتشير التقديرات إلى أن تكاليف إعادة إعمار غزة قد تصل إلى 100 مليار دولار.

الغاز كلمة السر في خطة ترامب

علق الدكتور محمد عبود، أستاذ الشؤون الإسرائيلية بجامعة عين شمس، على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص قطاع غزة، معتبرًا أنها خطة غير قانونية. وقال عبود في تصريحاته لصحيفة 'الجارديان' البريطانية إن الدول العربية لن تشارك في أي محاولة لتسليم غزة لترامب كمستثمر عقاري. وأكد أن الرئيس الأمريكي يتعامل مع القضية من منظور تاجر عقارات، دون أن يدرك معنى السيادة الوطنية وحقوق الفلسطينيين.

وأوضح عبود أن اقتراح ترامب بتهجير حوالي مليوني فلسطيني من غزة إلى مصر والأردن ودول أخرى يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، حيث أن تهجير السكان تحت الاحتلال يُعتبر جريمة تطهير عرقي وفقًا للقوانين الدولية. وأشار إلى أن التاريخ الأمريكي مليء بالجرائم ضد الإنسانية، من بينها التطهير العرقي ضد السكان الأصليين في أمريكا، وإلقاء القنابل النووية على اليابان، والجرائم في العراق وأفغانستان.

وأضاف عبود أن دول مثل مصر والأردن والسعودية لن تشارك في أي خطة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت مسميات واهية مثل إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار. كما أكد أن دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين قد تتسبب في إشعال فتيل أزمة هائلة في الشرق الأوسط، قد تهدد الاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن ترامب يسعى إلى السيطرة على غزة وثرواتها الطبيعية من غاز وأراضٍ وشواطئ، من خلال تحويلها إلى منتجع سياحي تحت النفوذ الأمريكي.

واعتبر عبود أن ما لم يراهن عليه ترامب ونتنياهو هو تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، ورفض الدول العربية والدولية للمقترحات الأمريكية المتهورة،وأكد أن هذه الدعوات ستفشل كما فشلت سابقًا 'صفقة القرن' التي طرحها ترامب خلال ولايته الأولى، وشدد على ضرورة أن يعزز الفلسطينيون والمصريون والأردنيون وكل الدول العربية جهودهم السياسية والدبلوماسية والقانونية لمواجهة هذه المخططات وإفشالها.

وفي وقت لاحق، أشار عبود إلى أن رؤية ترامب لتحويل غزة إلى منتجع سياحي تحت السيطرة الأمريكية كانت قد طُرحت من قبل صهره جاريد كوشنر قبل عام، وأثارت هذه الفكرة ردود فعل واسعة من الفلسطينيين والمعارضين الغربيين، الذين اعتبروا أنها تمثل تطهيرًا عرقيًا وغير قانونية وفقًا للقانون الدولي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس نادي بارادو يُعلن عبر "أهل مصر" رفض انتقال عادل بولبينة للزمالك وغلق الملف نهائيًا