اعلان

الذكرى السابعة لـ30 يونيو.. كيف انقلبت زيارة إيران ودعم تركيا على رأس المعزول "مرسي"؟

ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو
كتب : سها صلاح

تمر الذكرى الـ7 لثورة 30 يونيو التي عزلت الإخوان من جذور مصر، وأطاحت برئيس الجماعة المحظورة الذي حاول تسليم الدولة المصرية إلى إيران وتركيا، لكن المصريين أبوا أن يكونوا جزءا من تاريخ تلك الجماعة الدموية الإرهابية وخرجوا بالملايين في الشوارع لإسقاط نظامهم، لذا خرجت الثورة المصرية، ولم يكن الرفض الإيراني للتحرك الأميركي نحو تصنيف جماعة الإخوان المسلمين 'منظمة إرهابية'، نابعاً من حسابات وتوازنات سياسية تلعبها إيران تجاه أميركا، بل هو ناجم عن ارتباط كبير وعلاقات مصالح ممتدة بين الجانبين، بدأت على يد الخميني وحسن البنا واستمرت حتى الآن، أما تركيا فيحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حتى الآن زعزعة الاستقرار المصري.

اقرأ أيضاً: مراسلات جديدة تكشف وضع "أردوغان" للدستور في 2012.. كيف ساعد "مرسي" تركيا في حكم مصر؟

كيف حاول المعزول محمد مرسي الاحتماء في عباءة إيران؟

في 5 فبراير 2013 تاريخ لم ينس فى الحياة السياسية فى مصر عندما أراد المعزول محمد مرسي الاستقواء بالخارج لمواجهة شعبة فقد استقبل المعزول فى هذا اليوم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد فى زيارة لمصر هي الأولى لرئيس إيراني منذ العام 1979.

لم يحترم المعزول شعبة ومد يده لايران يستنجد بها لحماية عرشه المهزوز حيث كانت المقاطعة الأولي فى عام 1978 عندما قرر زعيم الثورة الاسلامية آية الله الخوميني قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر ردا على توقيع اتفاقيتي كامب ديفيد ضمن قرار شمل قطع العلاقات مع الأردن والمغرب وتعمقت الخلافات بين البلدين إثر قرار الرئيس الراحل أنور السادات في فبراير1980 استضافة شاه إيران محمد رضا بهلوي.

اقرأ أيضاً: أردوغان أمر قناة تركية بالتلاعب في تغطية المظاهرات.. ماذا حدث في ليلة عزل "محمد مرسي"؟

واستمرت مكيدة إيران حيث دشنت شارعا باسم خالد الاسلامبولي العقل المدبر لقتل السادات في العاصمة طهران بعد اعدامه بأيام ما أدى بمصر إلى قطع العلاقات مع إيران وطرد السفير الإيراني ولكن في سنة 2010 تم ازالة التسمية من الشارع دون أي توضيحات ولكن راى فيه البعض مغازلة من إيران تجاه مصر.

في المقابل بدا التطلع الإيراني لإقامة علاقات مع مصر بعد صعود جماعة الإخوان إلى السلطة، من خلال التصريحات التي أدلى بها نجاد، وأعرب خلالها عن استعداده لزيارة مصر إذا وجهت له الدعوة بذلك، وعلى هذا جاءت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القاهرة في فبراير عام 2013م؛ للمشاركة في القمة الإسلامية التي عقدت في القاهرة حينها، على اعتبار أن مصر وإيران عضوتان في منظمة المؤتمر الإسلامي.

وتعد هذه الزيارة هي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس إيراني لمصر منذ 34 عاماً، بعد اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م، وإعلان 'الخميني' قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر على إثر توقيع اتفاقية 'كامب ديفيد'.

وقد وصفت زيارة أحمدي نجاد بالتاريخية، واعتبرتها الصحف الصادرة في القاهرة وطهران أولى خطوات تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، وقد أعرب نجاد، قبيل مغادرته طهران وتوجهه إلى القاهرة، عن أمله في أن تمهد زيارته الطريق أمام استئناف العلاقات بين البلدين، وقال صراحة: 'سأحاول فتح الطريق أمام تطوير التعاون بين إيران ومصر'.

اقرأ أيضاً: باشا آغا حول 169 مليون يورو للقطاع العسكري التركي.. كيف اكتشفت مصر تلاعب أنقرة بمقدرات ليبيا؟ وما الرد القادم؟

وتوطدت العلاقات بين إيران والإخوان في مصر عقب وصول الخميني للسلطة، وجرت مقابلات كثيرة بين الطرفين، بعضها في إيران وبعضها خارجها، وعقب اندلاع ثورة 25 يناير هنأ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الإخوان بنجاح الثورة، وألقى خطبة باللغة العربية، مشجعا فيها على إكمال مسيرة الثورة.

خلال عهد مرسي خرجت العلاقات بين إيران والإخوان للعلن وبشكل واضح، وتوالت الزيارات بين الجانبين، وكان أبرزها زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر، وزيارته للأزهر وإشارته بعلامة النصر من هناك.

عقب ثورة 30 يونيو من العام 2013 تكشفت علاقات أخرى خفية بين إيران وجماعة الإخوان، وأزيح الستار عن محاولات جرت تحت الطاولة لتمكين الإخوان من السيطرة على مفاصل الدولة المصرية بمساعدة إيرانية.

في 24 يناير من العام 2016 كشف المستشار عزت خميس، رئيس لجنة إدارة أموال الإخوان، خلال مؤتمر صحافي أن إيران وبموافقة الإخوان حاولت التقارب مع مصر عن طريق ضخ نحو 10 مليارات دولار إلى البنك المركزي المصري كوديعة، وإمداد القاهرة بالمواد البترولية، كما عثر على مستندات بمقر جماعة الإخوان تفيد بإنشاء جهاز أمني إخواني غير معلن هويته الحقيقية تابع لرئاسة الجمهورية وبمساعدة إيرانية.

ماذا فعل أردوغان لمحاولة إبقاء "مرسي" في الحكم؟

أمر قنوات بإبراز مظاهرات الإخوان في 30 يونيو وتجاهل ميدان التحريركشفت وثائق مسربة عن تدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل شخصي لدعم التغطية الإعلامية لاحتجاجات تنظيم الإخوان في مصر عام 2013، بل أمر القنوات بإبراز احتجاجات الإخوان.

وبحسب موقع 'نورديك مونيتور' فإن تسجيلات سرية مسربة ضمن تحقيق جنائي في تركيا عام 2013، تظهر أن أردوغان الذي كان رئيسا للحكومة حينها، أمر مدير إحدى الشبكات بعرض برامج ولقطات موالية لأنصار المعزول محمد مرسي.

وتوضح التسريبات التي نشرها الموقع السويدي أن أردوغان تدخل لدعم مرسي، في ظل محاولات أردوغان لتعزيز وصول جماعة الإخوان للحكم في أكثر من دولة عربية.

ويبدو أن ثورة 30 يونيو والاحتجاجات ضد الإخوان في ميدان التحرير وقتها كانت تغضب أردوغان، حيث أمر الرئيس التركي مديرا بقناة تلفزيونية خاصة بالتقليل من خطورة تلك الاحتجاجات الغاضبة ضد مرسي، مع التركيز على مظاهرات الإخوان في ميدان رابعة العدوية.

كما طلب أردوغان من القناة بتغطية مماثلة لتلك التي تبثها قناة الجزيرة القطرية، والتي كانت تنتهج سياسة موالية لتنظيم الإخوان بشكل مباشر.

يقول الموقع في تقريره إنه في مساء 3 يوليو عام 2013، اتصل أردوغان بمدير مجموعة 'Ciner Media Group' الإعلامية محمد فاتح ليشكو من تغطية قناة Habertürk’s للاحتجاجات في مصر، معترضا على تعليقات أحد الضيوف، بل طلب منهم استخدام الجزيرة كمصدر للمعلومات، بينما وعد المدير أردوغان بالاهتمام بمطالبه على الفور.

يشير التقرير إلى أن فاتح هو أحد الموالين لتنظيم الإخوان، وتم تعيينه في المجموعة الإعلامية في 2012، كنائب لمجلس الإدارة، بعد إبرام صفقة سرية بين أردوغان ومالك المجموعة تورجاي سينر.

وكلف أردوغان المدير الذي زرعه في الشبكة الإعلامية بتعديل السياسة الإعلامية للقناة والمواقع والصحف والمحطات التابعة لها، لصالح حكومة أردوغان.

وتنقل الوثائق محادثات بين أردوغان والمدير يتسائل خلالها الرئيس التركي عن سبب عدم عرض مشاهد من مسجد رابعة العدوية والأماكن المحطية به، في إشارة إلى مكان تجمع الإخوان، بينما رد فاتح معتذرا قائلا إنه تم القطع البث.

وأبدى أردوغان غضبه من القناة بسبب عرض مشاهد من ميدان التحرير، حيث كان يحتفل المصريون بنجاح الثورة والإطاحة بمحمد مرسي.

وفي جزء من المكالمة يقول أردوغان 'لا.. أنت تظل تعرض ميدان التحرير.. دائما تعرض شوارع التحرير'، وعندما قال له المسؤول بالقناة إنه لا يستطيع التواصل مع الناس في رابعة، أمره أردوغان باستخدام لقطات من قناة الجزيرة.

اقرأ أيضاً: تركيا حاولت عرقلة مصر في التدريبات العسكرية لمراقب الشمال.. كيف فرضت القاهرة سيادتها على أنقرة؟ (وثائق)

واستجابت القناة لطلب الرئيس التركي حيث تم تقسيم الشاشة لعرض المظاهرات في الميدانين، لكنها عرضت احتفالات المصريين في التحرير للإطاحة بمرسي، مما تسبب في غضب أردوغان.

وبينما كان يشير فاتح إلى أن الجانب الأيسر يعرض رابعة العدوية، اعترض أردوغان قائلا 'هذه ليست عدوية.. ألا ترى أنهم يطلقون الألعاب النارية هناك - التحرير- .. فكر في الأمر؟.. استخدام الألعاب النارية في رابعة من انصار الإخوان؟'

يكشف الموقع عن ظهور اسم القيادي بتنظيم الإخوان أشرف عبد الغفار خلال المحادثة، حيث أخبر مدير المجموعة أردوغان أنه يتواصل مع عبد الغفار باستمرار للحصول منه على المعلومات.

ويواصل النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان دعم تنظيم الإخوان في مختلف الدول العربية وخارجها، بل أصبحت تركيا مأوى قادة الجماعة الهاربين من مصر وغيرها من البلدان، بعد إدراجهم على لوائح الإرهاب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً