◄ رئيس مركز البحوث الزراعية: 30 مليون جنيه ميزانية البرنامج الوطني لإنتاج التقاوي
◄ خبير الاقتصاد الزراعي: تقاوي الخضر تضع وزارة الزراعة في ورطة
كشفت إحصائيات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أن مصر تستورد تقاوي خضر بقيمة مليار دولار سنويًا، وهو التصريح الذي أكده وزير الزراعة السابق، عزالدين أبوستيت، أمام مجلس النواب، وهو مبلغ ليس بقليل فضلاً عن المشكلة التى يواجهها المجتمع بنقص الخضروات في المواسم المختلفة مما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق.
في هذا الصدد، يناقش "أهل مصر" ملف تقاوي الخضر، وقدرة مصر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من تقاوي الخضر والتغلب على المشكلات التى تواجه هذا القطاع من وجهة نظر المتخصصين والخبراء بقطاع الزراعة.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية، أن مصر تواجه مشكلة بشأن تقاوي الخضر حيث يتم استيراد كميات كبيرة منها بمبالغ طائلة.
وقال "سليمان" في تصريحاته لـ "أهل مصر" أن وزارة الزراعة تتبنى الملف لكى تسير العجلة وتقل نسبة الاستيراد عن طريق البرنامج البحثي لمعاهد بحوث البساتين أو بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للزراعات المحمية.
وأشار إلى أنه تم البدء بالفعل الإنتاج لتغطية جزء من الاستيراد، قائلاً "ووضعنا خطة بين مركز البحوث ووزارة الزراعة تستهدف تغطية 50% من حجم الاستيراد خلال 3 إلى 4 سنوات القادمة"، موضحًا أن ميزانية البرنامج الوطنى حتى الآن تبلغ 30 مليون جنيه ونتطلع إلى زيادتها خلال الفترة المقبلة، كما أن لدينا حقولًا إرشادية للأصناف.
وأفاد أن إنتاج الصنف أو الهجين من تقاوى الخضر يستغرق 7 إلى 8 سنوات ولكن تحت ضغط القيادة السياسية وقيادات وزارة الزراعة تم تقليص المدة الزمنية إلى 4 سنوات، معلقًا "البرنامج نجح بالفعل فى تسجيل 23 صنفًا وهجينًا من الخضراوات منها 5 هجن من الطماطم والخيار وسوف يبدأ توزيعها على المزارعين فى شهر فبراير المقبل.
وفي السياق ذاته، قال الدكتور شريف فياض، خبير الاقتصاد الزراعي، أن تقاوي الخضر تضع وزارة الزراعة في مأزق لاسيما الميزانية الكبيرة التى تصرف على الاستيراد كل عام، فضلاً عن مشكلات الاستيراد والتصدير العالمية والتى قد تؤدي إلى غياب بعض المحاصيل في مواسم كاملة أو ارتفاع الأسعار في الأسواق لتحقيق القيمة الإنتاجية والشرائية والمكسب بشكل مرضي.
وأضاف "فياض" في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن الوزارة يجب أن تعتمد بشكل كبير على الصوب للتقاوي وليس للمحاصيل فقط، وبالتالي تنتج هجن قادرة على الإنماء، فلم تحتاج بعد ذلك إلى الاستيراد وتقل الكمية التى يحتاجونها.
وأشار إلى ضرورة الاستعانة بالبحوث العلمية في هذا الملف لدعم الفلاحين ومساعدتهم في تحقيق الانتاجية المناسبة وعدم الحاجة إلى الاستيراد بأموال باهظة سنويًا.
والجدير بالذكر أن كشف وزير الزراعة السيد القصير، فى اجتماع عقد مؤخرا بمجلس الوزراء، تفاصيل البرنامج الوطني الذى وضعته الوزارة لإنتاج تقاوى الخضر، يستهدف تقليل فاتورة الاستيراد وتوفير العملة الأجنبية وتنمية الاقتصاد، من خلال استنباط أصناف وهجن خضر محلية تتساوى مع مثيلتها المستوردة أو تتفوق عليها.
وقال وزير الزراعة إن إنتاج هذه الأصناف محليا يؤدى إلى ضبط أسعار التقاوى، التى وصلت لأرقام مبالغ فيها للغاية، بما يحقق للمُزارع أعلى نسبة ربح وعائد من زراعة محاصيل الخضر المختلفة.
وأضاف، "بدأنا فى هذا البرنامج باختيار 11 محصولا من الخضر الرئيسية تضم: الطماطم، البسلة والفاصوليا، والبطاطس، والكنتالوب، والخيار، والكوسة، والبطيخ، والفلفل، والباذنجان، واللوبيا".
نقلا عن العدد الورقي.