◘ بعد سنوات من التحريض على مصر وبث الأخبار الكاذبة.. هل تغير القناة القطرية سياستها بعد المصالحة العربية؟
◘ مذيعون: قدمنا استقالتنا بعد إجبارنا على نشر أخبار هدفها إشعال الفتن بمصر.. والانحياز للإخوان من ثوابت القناة
◘ إعلامية جزائرية: تخدم مخطط الجماعة الإرهابية داخل الدول العربية.. وتعمل على تشويه الحقيقة و'تغذية الأغنام'
◘ كتابات يسري فودة تكشف المسكوت عنه.. وهذه تفاصيل العلاقة المريبة بين أمير قطر ومدير الاستخبارات الأمريكية
قناة الجزيرة القطرية
منذ تأسيسها في الأول من نوفمبر عام 1996 م، انتهجت قناة الجزيرة القطرية سياسة تحريرية ثابتة على الدوام لا تحيد عنها قيد أنملة، دأبت خلالها على تزييف الحقائق وشن الهجمة تلو الأخرى على العديد من الدول العربية وفي مقدمتها مصر، ووصلت حدة هذه الهجمات الممنهجة ذروتها عقب ثورة 30 من يونيو 2013، خدمة لمخططات الصهيونية العالمية وبعض الدول الراغبة في نشر الفوضى بمنطقة الشرق الأوسط والسيطرة على مقدرات الشعوب العربية.
ممارسات الجزيرة غير الأخلاقية والمنافية لمواثيق الشرف المهني، وثقها إعلاميون منشقون كانوا يعملون في القناة القطرية وخرجوا عقب تقديم استقالتهم ليدلوا بحقائق ما يحدث في الداخل، وكيف تأتيهم توجيهات من أعلى سلطة في دولة قطر بفبركة وقائع من شأنها خداع الرأي العام العربي والعمل على تفتيت الدول الوطنية.
تميم بن حمد بن خليفة آل ثان
نشأة القناة.. بوق معادٍ للعرب
أسست قناة الجزيرة، عقب تولى حمد بن خليفة آل ثان، الحكم في قطر، وحينها قرر إلغاء وزارة الإعلام والرقابة على الإذاعة والتليفزيون والصحافة ونقل ملكيتها من الدولة لتصبح تابعة لمؤسسات حرة مستقلة.
بموجب هذا القرار، منح حمد بن خليفة، قناة الجزيرة 137 مليون دولار على سبيل القرض تُنفق خلال خمس سنوات بدون فوائد، ثم تتولى القناة عقب هذه السنوات الخمس تمويل نفسها بنفسها من الإعلانات وعوائد بيع منتجاتها الإعلامية، وتزامنًا مع هذا الدعم غير المحدود بحثت قطر عن إعلاميين على مستوى متميز ليعملوا بالقناة مقابل أي أموال يطالبوها، وبالفعل نجحت في الحصول على موافقة 120 إعلاميًا، لتبدأ القناة إرسالها رسميًا في يناير عام 1997 م.
منذ اللحظة الأولى لتأسيسها؛ حظيت الجزيرة بمكانة خاصة وغاية في الأهمية لدى حمد بن خليفة آل ثان، ونجله 'تميم'، وتضاعفت هذه المكانة عقب تولي 'تميم' شئون الحكم بعد أن أطاح بوالده في انقلاب عائلي، ومع مرور السنوات صارت القناة بوقًا تميميًا معاديًا لكل العرب، ومنبرًا يعرض أفكار الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، بقيادة مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي.
يسري فودة
يسري فودة.. شهادة المنشق الأبرز
في كتابه: 'في طريق الأذى.. من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش'، والصادر عام 2015، كشف الإعلامي يسري فودة، تفاصيل صادمة للفترة التي عمل خلالها مذيعًا بقناة الجزيرة، ساردًا تفاصيل العلاقة المريبة التي جمعت بين أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وبين مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية 'سي آي أيه' الأسبق جورج تينيت.
فودة، الذي كان يُقدم برنامجه 'سري للغاية' في قناة الجزيرة، ينقل تفاصيل لقاء جمعه في العاصمة البريطانية لندن، بأمير قطر السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، وكيف أن الأخير كان حريصًا للغاية على الحصول على أشرطة اللقاءات التي أجراها فودة مع زعماء تنظيم القاعدة الإرهابي، مهما كلف هذا الأمر من ثمن.
يقول فودة: 'مرّ عليّ صيف ذلك العام، 2002، بطيئاً ممللاً، وإن كان في الوقت نفسه حاراً مملوءاً بالترقب، وأنا أجتهد في محاولة الوصول إلى شرائط لقائي بأعضاء تنظيم القاعدة التي وعدوني بإرسالها إلي قبل مغادرتي أفغانستان، في تلك الأثناء بينما كان يقضي عطلته الصيفية المعتادة في لندن، اتصل بي رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة، الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، كي يدعوني إلى عشاء في وسط العاصمة البريطانية، ولم يكن ذلك خارج مألوف ما جمعنا من علاقة مهنية إنسانية ودية. لكن الذي كان خارج المألوف أنه لدى وصولي إلى ذلك المطعم الإيطالي المتواضع المتخصص في وجبات البيتزا في شارع جيمس (قرب شارع أوكسفورد)، لمحته قبل نزولي من السيارة واقفاً بنفسه في انتظاري على باب المطعم. اصطحبني مرحباً إلى ركن عميق منزوٍ من المطعم، كي أفاجأ بطاولة يجلس إليها رجل ممتلئ البدن، كثيف الشعر، أملسه، أسوده إلى حد النصوع، يرتدي بدلة من الجينز الأزرق، وينهمك في تناول حساء المينيستروني الإيطالي المعروف، استغرقني الأمر ثواني عدة وسط ابتساماتهما، قبل أن أدرك أنني أمام أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني'.
غلاف كتاب 'في طريق الأذى.. من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش'
يضيف فودة: 'كانت هذه أول مرة أرى فيها الأمير في زي آخر غير الزي القطري التقليدي، كما كانت أول مرة أراه وجهاً لوجه؛ هو يفضل فرنسا على بريطانيا لقضاء عطلة الصيف، لكنه بعد ترحيب حار دعاني إلى الجلوس، وقال إنه اضطر إلى قطع إجازته كي يراني، ويشد على يدي بعد ذلك السبق الصحفي. لم يضيع وقتاً كثيراً قبل الدخول إلى صلب الموضوع. (وين الشرايط يا ريّال؟)، شرحت له ملابسات ما حدث، وأن وسطاء دخلوا على الخط، ويحاولون الآن أن يساومونا للحصول على تبرع قبل توصيلها. قال: (زين.. أديش يعني؟). قلت: عايزين مليون دولار. قال: (ونت أيش رأيك؟). قلت: طبعا لأ يعنى، قولًا واحدا. نظر الأمير إليّ فى تلك اللحظة كأنه ينظر إلى ساذج غر وقال: 'مش أفضل ندفعلهم وناخد شرايطنا؟'.
يعلق فودة، في كتابه على هذه الواقعة قائلًا: 'بدأ إحساس بعدم الارتياح يتسرب إليَّ، كان كل ما يهمه الوصول إلى الشرائط مهما كلف الأمر، وكان إلحاحه لافتا للنظر. لم أكن على علم وقتها بما أورده ساسكيند فى كتابه بعد ذلك بأربع سنوات'.
صفحات من كتاب في طريق الأذي
و'ساسكيند'، الذي يُشير إليه يسري فودة، هو الصحفي والكاتب الأمريكى، رون ساسكيند، المقرب من الدوائر السياسية والأمنية في واشنطن، والذي كشف في كتابه: 'مبدأ الواحد فى المائة'، معلومات ظلت تحت بند 'سري للغاية' حتى العام 2006، يقول فودة: 'الأمر استغرق أكثر من أربع سنوات قبل أن تتاح لى معرفة ما حدث من ورائى.. دخل جورج تينيت، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (سى آى إيه) آنئذ، دخل فى ذلك اليوم، الرابع عشر من يونيو 2006، إلى اجتماع الخامسة مساء وهو يكاد ينفجر. أصر وهو يتخذ موضعه على طاولة الاجتماعات على تغيير جدول الأعمال وعلى أن يبدأ هو الحديث: كما تعلمون، كانت لدينا خلافاتنا مع صديقى الأمير (يقصد أمير قطر آنئذ، الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى).. ولكنه اليوم أعطانا هدية مذهلة.. ويعرض تينيت التفاصيل التي بلغته من الأمير فيما يخص لقائي بالمسئولين عن قناة الجزيرة، وهو مستمتع فخور بما لديه'.
وفي باقي فصول الكتاب، يكشف يسري فودة، الجوانب الخفية في علاقة حكام قطر بوكالة الاستخبارات الأمريكية، وكيف أن القطريين يعملون لحساب هذه الوكالة، يقول فودة: 'نوقشت الشروط أثناء الاتصال الذي جمع تينيت بالأمير فيما يخص الكيفية التي ستتعامل بها وكالة الاستخبارات المركزية مع المعلومات.. لا أحد على الإطلاق ــ ولا حتى داخل إدارة الجزيرة ــ كان على علم بأن الأمير أقام ذلك الاتصال الهاتفي'.
المذيعة الجزائرية حسينة أوشان
خدمة مخطط الإخوان.. مذيعة جزائرية تكشف المستور
في أكتوبر من العام 2017، كشفت المذيعة الجزائرية حسينة أوشان، عقب تقديم استقالتها من قناة الجزيرة في أغسطس من العام ذاته؛ السياسة التحريرية التي تنتهجها القناة وكيف أنها تقوم على التحريض ضد مصر بالأخص عقب نجاح ثورة 30 يونيو 2013، مشيرةً إلى أن الجزيرة تعمل منذ سنوات على بث تقارير إخبارية تغذي جماعة الإخوان الإرهابية وتخدم مخططهم في التوغل داخل المجتمعات العربية.
المذيعة الجزائرية المستقيلة من الجزيرة، كتبت منذ 4 أعوام عبر حسابها الرسمى على موقع 'تويتر': 'كان الهدف أن تفقد الحقيقة أهميتها أمام السردية.. كانوا بحاجة طوال الوقت إلى إعادة تدوير المعلومات نفسها للحفاظ على بقاء هذه القصة على قيد الحياة في الشاشة.. كلما توقف الجديد يقومون بإعادة تدوير القديم وإعادة التعبئة وإضافة كلمات عاطفية حفاظا على مهمة تغذية الأغنام - في إشارة لجماعة الإخوان الإرهابية -'.
المذيع المصري حجاج سلامة
إشعال الفتن داخل مصر.. اعترافات تفضح الجزيرة
في أواخر يوليه عام 2014، ظهر المذيع المصري حجاج سلامة، والذي كان يعمل مراسلًا لقناة الجزيرة بمحافظة الأقصر، في مداخلة هاتفية لبرنامج 'مصر تسترد القصر'، المذاع في وقتها على فضائية 'دريم 2'، وتقدم باستقالته من القناة القطرية، مؤكدًا أن الجزيرة لا تلتزم بالحيادية المهنية، وأن تعليمات تصدر إليهم من إدارة القناة بنشر أخبار موجهة تعمل بشكل ممنهج على إشعال الفتن داخل مصر.
حجاج سلامة، أوضح وقتها: 'استقلت من الجزيرة لأنها غير حيادية وتعمل على تخريب مصر، وشعرت بذلك في الأحداث التي تلت ثورة 30 يونيو حيث حرصت القناة على بث مظاهرات وفيديوهات التيارات الإسلامية فقط، دون النظر إلى المظاهرات الأخرى التي يقوم بها الثوار والقوى المدنية'، قائلًا: 'كنا نتلقى تعليمات من شأنها إشعال الفتن، وكانوا يجبرونا على إذاعتها.. وهناك الكثير من العاملين بالقناة أخبروني بأن هناك توجيهات بالانحياز لصالح فصيل الإخوان'.
الإعلامية فاطمة نبيل
وفي العام ذاته، 2014، وعقب أن تقدمت الإعلامية فاطمة نبيل، باستقالتها من قناة الجزيرة مباشر مصر، أكدت أن الفترة هناك أصوات داخل القناة تُصر على أن تكون التغطية أكثر ميلًا لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وأن كثيرًا من العاملين بالقناة تقدموا باستقالاتهم احتجاجًا على هذه السياسة.
وفي يونيو من العام 2017، أطلق مجموعة من الإعلاميين والقانونيين موقعًا باسم 'محاكمة قناة الجزيرة' لفضح كذب وتدليس القناة القطرية، وتعمدها - منذ نشأتها - بث أخبار مغلوطة حول ما يحدث في الشرق الأوسط.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن بمناسبة تدشين الموقع، أكد محمد فهمي، الصحفي المصري المتورط في القضية المعروفة إعلاميا بـ'خلية الماريوت'، أن النسخة الإنجليزية من قناة الجزيرة تستخدم بشكل غير قانوني مركبات البث الإعلامي المملوكة لصالح قناتي 'القدس' و'الأقصى' التي تدين بالولاء لحركة حماس الإرهابية، بعدما تم تهريب هذه المركبات من خلال أنفاق غزة والذين بدورهم نسقوا مع الجزيرة وزودوها بمقاطع فيديو من داخل إعتصام ميدان رابعة العدوية في العام 2013، وهو الكلام ذاته الذي أيده أحد حراس الأمن بالقناة القطرية ويُدعى 'أحمد جمال سعيد'.
فهمي، أشار إلى أن يوسف القرضاوي هو الأب الروحي للجماعات المتطرفة والإرهابية، وأن تميم بن حمد، أمير قطر، ظهر وهو يقبّل رأس القرضاوي، مما يدلل أن قطر وجماعة الإخوان الإرهابية لم تنفذ شئ إلا بعلم القرضاوي وبناءً على الفتاوى الصادرة عنها وأن قطر لا تعتبر القاعدة أو جبهة النصرة تنظيمات إرهابية على الإطلاق.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
