اعلان

التوسع الإفريقي وديون الـ14 مليارا.. ما هي اسباب انحياز روسيا والصين لإثيوبيا في مجلس الأمن؟

سد النهضة
سد النهضة
كتب : سها صلاح

تتخذ أزمة سد النهضة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، منحى تصعيدي وسط محاولة مجلس الأمن الدولي إيجاد أرضية مشتركة للحل، رغم أن هناك بعض الأطراف من الدول الدائمة في مجلس الأمن تعطل القرار ضد اثيوبيا بزريعة الحل السياسي دون جدوى، وفي انحياز تام لإثيوبيا وخلال جلسة المجلس الأخيرة بشأن أزمة السد، تبين بشكل غير مباشر أن روسيا والصين تميلان إلى إثيوبيا بشكل كبير.

اسباب دعم روسيا لإثيوبيا؟

قال الدكتور أيمن سلامة استاذ القانون الدولي، أن روسيا تستفيد من وجودها الافريقي من خلال اثيوبيا بسبب التعاون العسكري مع أديس أبابا، وفقا للمخطط الروسي للسيطرة المطلقة على مجمل الدول الإفريقية.

واضاف'سلامة'في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أن روسيا تريد الإمساك بإثيوبيا واعتبارها قاعدة للتوسع عسكرياً في العمق الإفريقي بشكل أكبر.

ماذا عن الصين؟

يقول الدكتور صباح رجب الزيد الباحث في الشأن الإفريقي، إن مخطط الصين بشأن افريقيا معروف وهو التوسع في قلب إفريقيا سواء اقتصادياً وعسكرياً،وتعتمد في ذلك على 'دبلوماسية الديون' في إفريقيا، بمعنى أنها تقوم بتقديم الأموال للدول هناك بشكل كبير وإغراقها بالديون، ومن ثم التحكم بمصيرها وقراراتها.

واضاف في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' إن نسبة كبيرة من ديون إثيوبيا الخارجية مستحقة للصين،ووفقا للأرقام، فإن إثيوبيا هي ثاني بلد في إفريقيا مدين للصين بمبلغ يصل إلى 14 مليار دولار، وذلك بعد أنجولا المدينة للصين بـ42850 مليار دولار.

ولهذا، فإنّ الصين تستطيع أن تتحكم بإثيوبيا وقرارتها بسبب الديون المستحقة لها، وفي حال فشلت إثيوبيا بالوفاء بالتزاماتها بسداد الديون، فإنه بإمكان بكين السيطرة على الكثير من الأصول الاقتصادية في تلك الدولة الأفريقية.

ومن هنا، فإن الدعم الصيني لإثيوبيا خصوصاً بمسألة سد النهضة يفتح الباب أمامها للدخول بشكل صريح وأكبر إلى إثيوبيا والسيطرة عليها إلى جانب روسيا. وبذلك، يمكن لهاتين الدولتين أن تتحكما بالسد والعمل على تركيز أنفسهما في إفريقيا من دون أي منازع.

هل سيتم حل أزمة سد النهضة سياسياً؟

في هذا السياق، قال الدكتور صالح الايوبي استاذ الشؤون العربية والإفريقية في الجامعة الألمانية، إن أزمة سد النهضة مشديدة التعقيد، لأن مصالح بعض الدول تلعب دورًا في الأزمة.

وأشار في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' إلى أن قضية سد النهضة تحولت إلى تهديد للأمن والسلم الدوليين بسبب التعنت الإثيوبي، وهذا يجعل التعامل مع الملف يتطلب حساسية شديدة.

مؤكدا أن إلى أن معركة سد النهضة من أهم المعارك التفاوضية التي تقودها مصر.

دراسة تكشف انحياز روسيا لإثيوبيا

كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية عن دراسة اعدها المركز الإقليمي للدراسات الأفريقية أن موسكو، عقدت دائرة مستديرة ضمت نخبة من الخبراء الروس بالشؤون الإفريقية، لمناقشة أزمة سد النهضة، وضمت كلًّا من: أندريه غليبوڤيتش باكلانوڤ – رئيس رابطة الدبلوماسيين الروس، ورئيس قسم دراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الجامعة الوطنية للبحوث المدرسة العليا للاقتصاد، ومساعد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، وڤلاديمير ڤلاديميروڤيتش بلياكوڤ – باحث أول في معهد الدراسات الشرقية، بجامعة موسكو الحكومية، وستانيسلاڤ ڤاسيليڤيتش ميزنتسيڤ – الملحق العسكري السوڤيتي السابق في إثيوبيا، والباحث الأول في معهد الدراسات الإفريقية، وأجمع الخبراء الثلاثة،على أن إثيوبيا في حالة نزاع داخلي، وأنها استغلت حالة الانشغال المصري نتيجة أحداث 'الربيع العربي' للبدء في هذا المشروع ولولا ذلك كان من الصعب عليها اتخاذ هذه الخطوة الأحادية.

أما فيما يخص التدخل العسكري، فقد حذروا من أن استخدم القوة سيخرج النظام الإثيوبي من مأزقه ويمنحه فرصة مثالية للتحلل من كافة التزاماته تجاه مصر والسودان، وكذلك ستتعاطف معه الدول الإفريقية والكثير من بلدان العالم، وهو ما يضعف موقف مصر أمام مجلس الأمن، حال تمت إحالة الأمر إليه للنظر فيه، كما أن موسكو، لا يمكنها في هذه الحالة أن تدعم المطالب المصرية المشروعة، لتهديد مصالحها في افريقيا.

على جانب آخر يوجد تعاطف كبير وتفهم من النخب الروسية للموقف المصري، وصل لحد تشبيه الكاتب الروسي ميلوسلاڤ يانوبولسكي، مساعي إثيوبيا، لبناء السد دون الاتفاق مع مصر، بالسياسة العدوانية التي تمارسها الحكومة الأوكرانية تجاه سكان شبه جزيرة القرم عبر حرمانهم من حقهم في المياه، عبر بناء سدود تحجز وصولها إليهم.

ويمكن تلخيص الموقف الروسي، تجاه هذه الأزمة، بأنه لا ينحاز لصالح طرف على حساب الآخر، بدلًا من ذلك يضع القانون الدولي كمعيار وحكم بين الطرفين

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً