تعد مشكلة العجز فى المدرسين، من أبرز المشكلات التي تواجه العملية التعليمية في الوقت الحالي، كما يترتب عليها تحميل المعلمين أعباء إضافية؛ أبرزها زيادة الحصص عن النصاب القانوني، إضافة إلى تحميلهم بأمور كثيرة كالإشراف والأنشطة وغيرها، حيث يجري الاستعانة بالمعلمين المتطوعين والعاملين بالحصة؛ لمواجهة العجز في المدارس.
وكشف الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم، عم تفاصيل دراسة يجري إعدادها حاليا بالتنسيق مع الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، للمساهمة فى حل مشكلة العجز فى عدد المعلمين، وهي تتعلق بشكل رئيسي بكلية التربية.
تقليل مدة الدراسة بكليات التربية
وقال وزير التربية والتعليم أمام مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، إن الفكرة تقوم على تقليل مدة الدراسة بكليات التربية لتصبح 3 سنوات فقط بنظام الساعات المعتمدة، وأن يكون العام الرابع بمثابة تدريب عملي لدى وزارة التربية والتعليم وهو ما يساعد في سد العجز فى عدد المعلمين.
وأضاف حجازي، أنه لا تطوير في العملية التعليمية بدون الارتقاء بمستوى المعلمين، ولابد أن يحصل على وضعه المادي والمعنوي.
تدريب الطلاب في المدارس
وعلق الدكتور حسن شحاتة، أستاذ مناهج التعليم بكلية التربية جامعة عين شمس، على تصريحات وزير التربية والتعليم، بشأن تقليص عدد سنوات الدراسة بكليات التربية إلى 3 سنوات لسد عجز المدرسين، بأنه لابد من وجود عام كامل يمارس فيه الطلاب التدريب تجريبًا في المدارس، بعدها يحصل على رخصة التدريس؛ حتى يكون المعلم على قدر كافي من العلم والممارسة الميدانية، يسمح له بالعمل بكفاءة عالية، مثل الأطباء يأخذون عام امتياز تدريبًا في المستشفيات قبل القيام بممارسة مهنة الطب.
وأضاف أستاذ المناهج، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن عام التدريب يجب أن لا ينقص من عدد السنوات الدراسية الأربع، لأنها تعد الطلاب بالمواد الثقافية والأكاديمية، تتمثل في دراسة علم النفس والتربية والمناهج وتكنولوجيا التعليم، ومواد ثقافية لتأهيل الطلاب والتعريف بثقافة مصر والعالم، ولابد من التدريب بعد الانتهاء من الـ 4 سنوات دراسية كاملة، حتى يحصل على لقب معلم مساعد، مؤكدًا أنه أثناء دراسته في الكلية لا يكون قادرا ومؤهلا للتدريس.
وأشار 'شحاتة' إلى أنه بعد التدريب يمكن الحصول على رخصة مزاولة المهنة، حتى نضمن أن المعلم قادر على التدريس، لافتًا إلى أن التدريب أثناء الدراسة يكون شكليًا، حيث يذهب الطالب يومًا في الأسبوع إلى المدرسة ولكنه لا يمارس التدريس، مستطردًا: ' 3 سنوات غير كافية لكلية التربية، ولابد أن تبقى 4 سنوات والعام الخامس تدريب حتى يحصل على رخصة مزاولة المهنة'.
اقتراح وزير التعليم غير مدروس
وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التعليمي، إن اقتراح وزير التربية والتعليم غير مدروس وغير منطقي، لأن دراسة الطلاب 3 سنوات فقط بكلية التربية مخالف للوائح والقوانين الداخلية للكليات، وعقب تطبيق نظام الساعات المعتمدة، لا يسمح بالانتهاء من جميع الساعات المقررة خلال 3 سنوات فقط.
وأضاف الخبير التعليمي في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أن هذا الحل غير عملي لسد العجز في المدرسين، ولابد من وجود حلول جذرية والتفكير خارج الصندوق، في إطار الوزارة، مشيرًا إلى أن 3 سنوات غير كافية لتأهيل الطلاب وإعطائهم الثقة لممارسة التعليم.
ووجه عبد العزيز سؤالًا لوزير التربية والتعليم قائلًا: 'هل الطالب يكون مؤهلًا لتعيينه مدرسًا بالتربية والتعليم بمجرد حصوله على شهادة البكالوريوس؟ أم لابد من إخضاعه لامتحان؟ وتأهيله، لأنه مربي أجيال وبيده مستقبل أبناءنا، ولابد من الاطمئنان على مدى كفاءته علميًا وأكاديميًا'، لافتًا إلى أن الدكتور رضا حجازي كان نائبًا للوزير السابق طارق شوقي ورئيس قطاع التعليم وعلى دراية كاملة بجميع مشكلات التعليم، ويجب وضع حلول خارج الصندوق لهذه العقبات، ووضع رؤية جديدة في إطار وزارة التربية والتعليم.