اعلان

أمريكا تُشعل البحر الأحمر لصالح الاحتلال الإسرائيلي.. ومصر أبرز المتضررين

استهداف السفن في البحر الأحمر
استهداف السفن في البحر الأحمر

خبراء: واشنطن تضغط على دول المنطقة حتى تتقبل الحلول التي تريد فرضها في غزة

لم تؤثر الضربات الأمريكية والبريطانية التي استهدفت جماعة أنصار الله اليمنية بشكل كبير على قدراتهم القتالية، واستمر مسلسل استهداف السفن في البحر الأحمر، مما يؤكد فشل الرهان الأمريكي على الحرب، وأن حل القضايا الإقليمية المعقدة يتطلب وقف إطلاق النار في قطاع غزة والالتزام الصريح بإقامة دولة فلسطينية.

وبعد أن شنت الولايات المتحدة أولى ضرباتها، مساء 12 يناير الجاري، وعد الحوثيون بمواصلة القتال ضدها وضد كل من يدعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه داخل قطاع غزة.

ومع اشتعال التوتر في منطقة البحر الأحمر، واحتدام المواجهة بين الحوثيين والولايات المتحدة وبريطانيا، يرى مراقبون أن عملية الهجوم الحوثي على سفينة "مارلين لواندا" البريطانية، تمثل دليل واضح يؤكد "فشل الاستراتيجية البريطانية الأميركية في ردع تهديد الحوثيين".

ومع اشتعال الصراع في البحر الأحمر، تُشكل الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مصدر تهديد يُنذر باقتراب المنطقة من حرب إقليمية باتت أكثر احتمالا من أي وقت مضى.

فالصراع بين الولايات المتحدة وإيران كان يقتصرعلى الهجمات المتبادلة بين الميليشيات المدعومة من طهران من جهة وأمريكا وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى، لكن التدخل المباشر لكل من إيران والولايات المتحدة مؤخرًا زاد من المخاوف من أن يتحول الصراع بالوكالة بين البلدين إلى صراع مباشر.

وحتى الآن، تحاول أمريكا وإيران تجنب مواجهة بعضهما البعض بشكل مباشر، حيث هاجمت أمريكا الجماعات الموالية لطهران في اليمن وسوريا والعراق، في الوقت الذي استهدفت فيه الجماعات المدعومة من إيران الأميركيين في العراق وسوريا. وقررت طهران أيضا استهداف ما اعتبرتهم جماعات معادية لها في العراق وسوريا وباكستان، وردت الأخيرة بضربات انتقامية.

وكشفت تقارير عن نية جماعة الحوثيين الحصول على المزيد من الأسلحة الإيرانية، وهو ما يشير إلى أن المليشيا اليمنية ماضية في طريق مواصلة هجماتها على سفن البحر الأحمر والتهديد بصراع أوسع في المنطفة

ووفقا للتقارير ذاتها، تواصل الولايات المتحدة مراقبة خطط جماعة الحوثي وتحليل المعلومات المتعلقة بتخطيطهم لهجمات متزايدة، بما في ذلك محاولاتهم لشراء أسلحة إضافية ضرورية لإطلاق الصواريخ على سفن الشحن.

كما كشفت المعلومات الاستخبارية أن المليشيا المدعومة من إيران من الممكن أن تقرر ضرب القوات الغربية في المنطقة، إلا أنه رغم الضربات الأمريكية التي استهدفت الحوثيين، لا توحي بأن الجماعة المسلحة غيرت موقفها من استهداف سفن الشحن.

وتسيطر مليشيا الحوثي على شمال اليمن، وصمدت لمدة 8 سنوات في الحرب ضد التحالف المدعوم من الولايات المتحدة والذي تقوده السعودية قبل توقف القتال العام الماضي.

وأسلحة جماعة الحوثيين محلية الصنع إلى حد كبير مع تهريب مكوناتها من الإيرانية إلى اليمن.

ويهتم الجيش الأميركي بوضع سفنه الحربية في البحر الأحمر، قبالة سواحل اليمن، لينطلق منها لضرب أهداف للحوثيين.

وفي ديسمبر الماضي، شكلت الولايات المتحدة تحالفا يضم أكثر من 20 دولة لحماية حركة المرور التجارية ضد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، كما أعادت واشنطن وضع الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية لتهديدها أمن الملاحة البحرية.

وكشفت مصادر دبلوماسية إيرانية، عن ضغوط صينية على إيران، من وضع حد للهجمات التي يشنها جماعة الحوثي المدعومة من طهران على السفن في البحر الأحمر وإلا فإن ضررا قد يلحق بالعلاقات التجارية مع بكين.

وأضافت المصادر الإيرانية أن المباحثات بشأن الهجمات والتجارة بين الصين وإيران جرت خلال عدة اجتماعات عقدت مؤخرا في بكين وطهران. وأحجمت المصادر عن إعطاء أية تفاصيل أخرى حول موعد عقد الاجتماعات أو من الذي شارك فيها.

وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن الصين أكدت أنه في حالة تأثر مصالحها الاقتصادية، فسيؤثر ذلك سيؤثر على علاقتها مع إيران، لذلك عليها الضغط على الحوثيين من أجل ضبط النفس.

وأدت الهجمات، التي يقول الحوثيون إنها تهدف لدعم الفلسطينيين في غزة، إلى ارتفاع تكلفة الشحن والتأمين نتيجة لما تسببت فيه من اضطراب لمسار تجاري رئيسي بين آسيا وأوروبا تستخدمه السفن التي تبحر من الصين على نطاق واسع.

من جانبه قال ماهر أبو المجد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اليمني، إن التدخل العسكري للولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر تحت ذريعة حماية التجارة الدولية، أدى إلى اشتعال الصراع في مضيق باب المندب، وأعطى جماعة الحوثيين نوعًا من المشروعية، والمبررات التي تنسجم مع شعاراتها في اليمن.

وأضاف أبو المجد في تحليل له أن واشنطن، أعلنت أن هدفها ليس إسقاط الحوثيين فقط، لأنه تستهدف إضعاف قدراتهم على المدى البعيد في استهداف الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، إلا أن الضربات الجوية التي تنفذها طائراتها، أكد الكثير من المحللين العسكريين عدم فاعليتها والتأثير على القدرات العسكرية للجماعة المسلحة.

وأكد المحلل السياسي اليمني، أن المطلع على بوصلة المصالح السياسية والاقتصادية لأمريكا، سيدرك أنها أكثر المستفيدين من إشعال الصراع واستمرار حالة عدم الاستقرار، التي تُجبر الكثير من شركات النقل على العزوف عن مضيق باب المندب، ومن ثم قناة السويس، لأن ذلك سيؤدي إلى فرض المزيد من الضغوطات على دول المنطقة كلها حتى تتقبل الحلول التي تريد واشنطن فرضها في غزة لصالح  الكيان الصهيوني المحتل.

وأضاف في تحليل له أن الولايات المتحدة وظفت الأزمة لصالح اقتصادها، حيث رفعت حصتها من صادرات النفط إلى أوروبا على حساب دول في الشرق الأوسط، إضافة إلى الاستفادة من الوضع المضطرب من أجل توجيه ضربات متتالية لمنظمة "أوبك"، التي لا تريد لها واشنطن أن تكون المتحكم الوحيد في سوق الطاقة، مشيرًا إلى أن كل تلك الشواهد تقول إن أمريكا لا تريد حسم الأزمة في اليمن بقدر ما تسعى إلى عرقلة التسوية، التي كانت على مشارف الحسم بين جماعة الحوثيين والسعودية، والتي قد تكون تمهيدًا لتسوية شاملة بين طهران والرياض.

وفي ذات السياق، أوضح عبد الباري عطوان الكاتب والمحلل السياسي أن الضربات الجوية الناتجة عن التواجد العسكري الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر، والتي نتج عنها استشهاد ضحايا يمنيين بغاراته، لم تحجم قدرات الحوثيين على تهديد سفن الاحتلال في باب المندب، بل توسعت مهامها في المنطقة وباتت تحظى بشرعيتين على قدر عالٍ من الأهمية:

الأولى: هي شرعيتها في الثأر لشهدائها الذين راحوا ضحية الغارات الأمريكية والبريطانية، وتولي مسؤولية حماية البحر الأحمر ومياهه من وجود أساطيل تحالف “الازدهار” المزعوم الاستعمارية.

وأضاف عطوان أن الشرعية الثانية التي اكتسبها الحوثيون من الضربات الأمريكية والبريطانية هي الاستمرار في الوقوف إلى جانب ضحايا العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة الذين يواجهون حرب الإبادة والتطهير العرقي والتجويع من قبل إسرائيل، خاصّة بعد قرار محكمة العدل الدولية الذي أدانها وطالب بوقفها، وأعطى دولة الاحتلال مدة شهر لتنفيذ القرار بدخول المساعدات دُونَ توقّفٍ، في تبن حرف للموقف اليمني.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً