أثارت عمليات هدم المباني الأثرية في منطقة الإمام الشافعي استياء وغضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي 'السوشيال ميديا' في القاهرة التاريخية، حيث جرى بالأمس إزالة عدد من القباب، أبرزها قبة محمد علي باشا، وذلك في إطار خطط الدولة للتطوير.
تضمنت منشوراتهم ما يلي:
عبّر أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائه واستنكاره من هدم مقابر الإمام الشافعي قائلا: «إزالة قبة مستولدة محمد علي باشا ولسه الإزالات مكملة في هدم قباب ومباني مقابر الإمام الشافعي.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. ربنا يستر من القادم ولا تحل اللعنة أكثر على مصر».
ونشر أحد رواد «السوشيال ميديا»: «حسبنا الله ونعم الوكيل.. هدم مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة بلد الألف مئذنة».
وكتب آخر: «مين في العالم بيهدم تاريخه؟ هدم مقابر الإمام الشافعي.. جنووون.. وكارثة.. وعبث.. جريمة محو تاريخ مصر.. لنا الله».
وقال أحد رواد مواقع التواصل: «يعني أنا عمال اعمل دعاية عن أسوان والنوبة ومصر وناسها الطيبين، ومن الناحية التانية في شخص فيه شخص مهمل لهذه الدرجة.. شكلنا احنا اللي غلط إننا عارفين قيمة كل طوبة في البلد ده، وفاهمين المعني الأكبر والأعمق من أنها مجرد مبنى وخلاص.. لله الأمر من قبل ومن بعد».
ونشر آخر: «مقابر عمرها أكثر من 1200 سنة، مدفون فيها الإمام المقريزي، ابن خلدون، الإمام الشافعي، وعلماء كتير غيرهم سياسيين وشخصيات لها تاريخ.. بلد يعلوها ماضيها.. فأصبحنا حتى الماضي عاجزون عن الحفاظ عليه.. وإنا لله وإنا إليه راجعون».
قال أحد رواد وسائل التواصل الاجتماعي: «إنهم يدعون لدين جديد.. هدم مقابر الإمام الشافعي.. آثارنا تراثنا».
وكتب آخر: «تم هدم مقابر الإمام الشافعي.. حسبي الله ونعم الوكيل».
ونشر أحد رواد «السوشيال ميديا»: «اللي بيهد تاريخ عمره ما يبني مستقبل».
مقابر الإمام الشافعي
تعد قبة مستولدة محمد علي باشا جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي لمصر، حيث تحمل قيمة معمارية وأثرية لا تُقدّر بثمن، وتضم مقابر العائلة الملكية ومقابر أسرة محمد علي باشا مجموعة من المدافن التي تعود للأسرة العلوية التي حكمت مصر لعدة عقود.
في أغسطس الماضي، أثار هدم عدد من المقابر في منطقة باب النصر جدلاً واسعًا، حيث صرح نائب محافظ القاهرة بأنه تم إخلاء 1171 مقبرة بغرض إنشاء جراج متعدد الطوابق.
وفي يونيو 2023، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهات بتشكيل لجنة لتقييم وضع المقابر في منطقتي السيدة نفيسة والإمام الشافعي، بهدف إنشاء مقبرة الخالدين لتكون مزارًا يضم رفات الرموز المصرية المختلفة.
على الرغم من تسجيل أكثر من 40 مقبرة في المنطقة ضمن قائمة التراث، فقد جرى تشكيل لجنة لهدم بعض المدافن المحمية قانونيًا، حيث تم إبلاغ الجهات المعنية بضرورة إزالة هذه المدافن تحت ذريعة المشاريع القومية.
ترتبط أزمة هدم المقابر التاريخية بعام 2021، عندما أعلنت السلطات عن خطط لتطوير محور صلاح سالم، مما أدى إلى إزالة مدافن مجاورة، وتسعى الحكومة إلى إنشاء محاور مرورية جديدة تربط شرق وجنوب القاهرة عبر هذه الجبانات التاريخية.