تتوجه أنظار العالم في الوقت الراهن نحو الولايات المتحدة الأميركية، حيث يشهد سباق الرئاسة لعام 2024 تنافسًا محتدمًا بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.
الانتخابات الرئاسية 2024
وتتركز المعركة الانتخابية على سبع ولايات متأرجحة رئيسية: بنسلفانيا، ميشيغان، ويسكونسن، جورجيا، كارولاينا الشمالية، أريزونا، ونيفادا.
ومع تباين آراء الناخبين حول قضايا مثل الاقتصاد والهجرة والتنوع السكاني، تلعب هذه القضايا دورًا حاسمًا في تحديد مسار الانتخابات، في ظل توقعات بأن يكون السباق محصورًا بفارق ضئيل، قد تكون بضعة آلاف من الأصوات كفيلة بتحديد الفائز.
ستكون سبع ولايات تُعرف بـ 'المتأرجحة' أو 'البنفسجية' هي الحاسمة في نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي انطلقت اليوم الثلاثاء 5 من نوفمبر.
هذه الولايات لا تميل بشكل واضح لأي من الحزبين، على عكس الولايات التي تدعم نائب الرئيس الديمقراطي كامالا هاريس، مثل كاليفورنيا ونيويورك، أو تلك التي تؤيد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، مثل كنتاكي وأوكلاهوما.
الولايات البنفسجية تحدد الفائز في الانتخابات الأمريكية
تعتمد الانتخابات الرئاسية الأمريكية على نظام اقتراع غير مباشر فريد، يستند إلى أصوات كبار الناخبين في المجمع الانتخابي.
ويفتح البيت الأبيض أمام المرشح الذي يحصل على أكثر من 270 صوتًا من هؤلاء الناخبين.
ويجب على المرشح الرئاسي أن يحصل على الأغلبية المطلقة من أصوات الهيئة الانتخابية، والتي تعادل 270 صوتاً من أصل 538، لتحقيق الفوز.
فما هي الولايات السبع التي ستؤثر على نتيجة الاقتراع؟
بنسلفانيا «19 صوتًا في المجمع الانتخابي»
تعد هذه الولاية واحدة من أكثر الولايات تنافسية، حيث كانت تميل تاريخيًا نحو الديمقراطيين، ومع ذلك، تمكن دونالد ترامب من الفوز بها بفارق ضئيل في عام 2016، بينما حقق الرئيس جو بايدن انتصاراً فيها في عام 2020.
وتشتهر بمدن 'حزام الصدأ' مثل فيلادلفيا وبيتسبرغ، وقد واجهت الولاية على مدى عقود تراجعاً مستمراً في قاعدتها الصناعية.
خاض ترامب وكامالا هاريس حملات انتخابية متكررة في هذه الولاية الشرقية، حيث أقام الثنائي مناظرتهما الرئاسية الوحيدة.
ويسعى ترامب، الذي نجا من محاولة اغتيال خلال تجمع حاشد في يوليو في بنسلفانيا، إلى جذب الناخبين البيض في المناطق الريفية، محذراً إياهم من أن المهاجرين يسيطرون على البلدات الصغيرة.
من جانبها، تسعى هاريس للاستفادة من المشاريع الكبرى للبنية التحتية التي أطلقها بايدن، حيث وضعت في بيتسبرغ خططاً لاستثمار 100 مليار دولار في قطاع التصنيع، وهو موضوع رئيسي يهم سكان الولاية.
جورجيا «16 صوتًا»
تصدرت الولاية الواقعة في جنوب شرق الولايات المتحدة المشهد خلال الانتخابات التي تلت انتهاء ولاية ترامب الأولى، ولا تزال تثير كثير من الجدل.
وجه المدعون العامون في جورجيا اتهامات لترامب في قضية تتعلق بالتدخل في الانتخابات، بعد أن قام بالاتصال بمسؤولي الولاية وحثهم على 'إيجاد' عدد كافٍ من الأصوات لإلغاء فوز بايدن في انتخابات 2020، وقد جرى تأجيل القضية إلى ما بعد الانتخابات، مما شكل دفعة لصالح ترامب.
ويعد بايدن أول ديمقراطي يحقق الفوز في هذه الولاية منذ عام 1992، ومن المتوقع أن تصب التغيرات الديموغرافية في صالح هاريس، التي سعت لجذب الناخبين من الأقليات في مختلف أنحاء جورجيا.
كارولينا الشمالية «16 صوتًا»
تعد كارولينا الشمالية الولاية الوحيدة من بين 'الولايات المتأرجحة' السبع التي صوتت لصالح الحزب الجمهوري في انتخابات 2020.
ولم تصوت الولاية للديمقراطيين منذ عام 2008، لكنها انتخبت حاكماً ديمقراطياً منذ عام 2017.
وبعد مرور إعصار هيلين المدمر، الذي أسفر عن مقتل 96 شخصاً على الأقل في الولاية، أطلق ترامب اتهامات لا تستند إلى أدلة بشأن كيفية تعامل الحكومة مع الكارثة، لكن من الصعب تقييم تأثير ذلك على الناخبين المحليين، كما هو الحال في جورجيا، تعتمد كامالا هاريس على دعم الأمريكيين من أصل إفريقي والشباب.
ميشيغان «15 صوتًا»
تعد ولاية ميشيغان معقلاً آخر للديمقراطيين، وقد شهدت تراجعاً في القطاع الصناعي، حيث منحت دعمها لدونالد ترامب في عام 2016 في خطوة غير متوقعة، ومع ذلك، عادت الولاية لتصوت لصالح جو بايدن في انتخابات 2020.
وسيكون توجه العديد من الناخبين المسلمين أو ذوي الأصول العربية في هذه الولاية حاسماً بالنسبة لكامالا هاريس، خاصة وأن هؤلاء يعارضون منذ عام الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة.
وفي الولاية المعروفة بصناعة السيارات، حصلت المرشحة الديمقراطية على تأييد اتحاد 'يو آي دبليو' الرائد في هذا القطاع.
من جهته، يركز دونالد ترامب على قضايا تكاليف المعيشة لجذب الطبقة الوسطى، ويصور منافسته على أنها شريكة في فترة ديمقراطية شهدت ارتفاعاً في معدلات التضخم.
أريزونا «11 صوتًا»
فاجأت ولاية أريزونا، الواقعة في جنوب غرب الولايات المتحدة، الجميع في عام 2020 عندما صوتت لصالح بايدن، مانحة إياه 10457 صوتاً إضافياً، رغم أنها كانت تميل عادةً لدعم الجمهوريين.
ومع ذلك، فإن طرح المرشح الجمهوري لموضوع الهجرة غير الشرعية بعبارات صارمة قد يكون له تأثير إيجابي عليه انتخابياً في هذه الولاية القريبة من المكسيك، على الرغم من وجود عدد كبير من المواطنين من أصول لاتينية فيها.
وفي سبتمبر، زارت هاريس حدود ولاية أريزونا، حيث تعهدت باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة والعمل على إحياء مشروع قانون الحدود الحزبي الذي تم طرحه العام الماضي، مشيرة إلى أن ترامب 'أفشله' لأغراض سياسية.
ولاية ويسكنسن «10 أصوات»
شهدت في عام 2016 خسارة الديمقراطيين، لكنهم تمكنوا من تحقيق الفوز في عام 2020.
ونظم الجمهوريون، الذين أسسوا حزبهم في هذه الولاية، مؤتمرهم الرئيسي في يوليو.
يسعى الديمقراطيون إلى جذب الجمهوريين المعتدلين الذين يعارضون خطاب دونالد ترامب، من خلال التأكيد على أنه يشكل 'تهديداً وجودياً للديمقراطية'.
نيفادا «6 أصوات»
يعد ولاية نيفادا الأقل سكانًا بين الولايات المتأرجحة الأخرى، وتشتهر بكازينوهاتها في لاس فيغاس، ولم تصوت الولاية لمرشح جمهوري منذ جورج بوش في عام 2004.
ومع ذلك، يعتقد المحافظون أنهم قادرون على تغيير هذا الاتجاه، خاصة من خلال استقطاب المواطنين من أصول لاتينية الذين بدأوا يبتعدون بشكل متزايد عن الحزب الديمقراطي، وخاصة الرجال منهم.
كان ترامب يتفوق على بايدن في نيفادا، لكن بعد أسابيع من ترشح كامالا هاريس، تمكنت من تغيير هذا الوضع من خلال الترويج لخططها الاقتصادية التي تهدف إلى دعم الأعمال الصغيرة ومكافحة التضخم.