اعلان

آباء يرفضون الإعتراف بأبنائهم.. الأطفال مجهولي النسب ظاهرة تغزو مدن البحيرة.. ظهور الحمل في شهور العدة.. إختفاء الزوج بعد أسابيع من الزواج.. أبرز الأسباب

اطفال مجهولى النسب -ارشيفية
اطفال مجهولى النسب -ارشيفية

في محافظة البحيرة، هناك ظاهرة جعلت الكثير من الأطفال خارج سجلات الحكومة، معلقين في الهواء بين الأرض والسماء، كتبت عليهم اللعنة في الأرض من أهلهم الذين رفضوا الاعتراف بهم، وأصبحوا فجأة مجهولي النسب والهوية، بعد أن فقدوا أي أوراق شخصية تثبت أنهم على قيد الحياة أو أنهم مع الأموات.

السبب في بقاء هؤلاء الأطفال مجهولي النسب، هو رفض آبائهم الإعتراف بهم، بسبب شكهم في سلوك الأمهات، وفي السطور التالية نرصد هذه المعاناة التي جعلت مستقبل العشرات من الأطفال مجهولًا.

طفل بعد 8 سنوات

تقول «صفاء. م. ع»، ربة منزل، مقيمة في قرية الكوبانية التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة: «تزوجت بعد قصة حب استمرت 4 سنوات، ودام زواجي 8 سنوات دون أن ننجب أطفالًا بسبب مشاكل صحية عندي وعند زوجي، وأجرينا فحوصات صحية عديدة».

وأضافت صفاء: «زادت المشاكل من أهل زوجي بسبب عدم الإنجاب، وتضاعفت الضغوطات علي زوجي لكي يتزوج من إمرأة أخرى، ولكنه رفض وتمسك بىّ، حتى ظلت والدته تضغط عليه، ولأنه يخاف منها استجاب لكلامها وتزوج، ورضيت أنا بالأمر الواقع، وبعد زواجه من أخرى زادت سوء المعاملة تجاهي من حماتي، وقلّ إهتمام زوجي لي وطلبت الطلاق وبعد مشاكل كثيرة طلقني بالفعل، وفي أول شهور العدة مرضت وذهبت إلى الطبيب وطلب مني إجراء بعض التحاليل وفوجئت بعدها أني حامل منذ 40 يومًا».

تشير صفاء، إلى أنها: «على الفور تواصلت مع زوجي، ونسيت أننا إنفصلنا، وكان كل ما يشغلني أن أزف إليه بشرى الفرحة، ولكن زوجي وأهله استقبلوا الخبر وكأنه صدمه، وتسألوا: كيف حدث هذا رغم أن الأطباء أكدوا عدم قدرة زوجي علي الإنجاب بعد إجراء التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة؟ ومن هنا انقلبت الفرحة إلى تعاسة، ورفض زوجي الإعتراف بالطفل».

وتابعت: «طلبت من طليقي إجراء تحليل DNA للتأكد من نسب الطفل، ولكنه رفض، وأنجبت الطفل ومازال حتى الآن غير مسجل في سجلات الحكومة، ولا أستطيع أن ألحقه بالمدرسة؛ لأنه مفيش أي ورق يثبت نسبه، وبالرغم من أنني قمت برفع قضية إثبات نسب، إلا أن شيئًا حتى الآن لم يحدث، لأن المحاكم عاوزه صبر وسنين علشان نوصل لنتيجة، والنتيجة الآن إن مستقبل ابني ضاع بسبب زوجي وأهله».

زواج صالونات

وتقول «هناء. ي. م»، مقيمة في مدينة دمنهور: «تزوجت زواج صالونات من مدرس لغة عربية يعمل في السعودية، كان مقيم بصفة دائمة خارج مصر، ويأتي لزيارتي بين الحين والآخر، وكان ذو دائم الشك في سلوكي، وكثير الأسئلة عن تحركاتي اليومية، ويرفض ذهابي عند والدي طوال الشهور التي يكون فيها خارج مصر، ويُصر أن أظل عند أهله في المنزل خلال شهور سفره، كما أنه فى بداية زواجنا رفض أن ننجب لفترة محدودة بحجة أن ننتظر حتى يتحسن دخلنا ويستقر في عمله».

وأوضحت هناء: «بعد 3 سنوات من الزواج اكتشفت أنني حامل، وعلى الفور اتصلت بزوجي لإخباره، ولكنه غضب واعتبرني خالفت تعليماته وقراره بعد الإنجاب، ولم يتوقف الأمر عند الغضب بل تجاوزه إلى حد إتهامي بالخيانة وأن هذا الطفل ليس ابنه، وفي هذه اللحظة طلبت الطلاق ولكنه رفض، وساومني إنه موافق على الطلاق بشرط ألا يُنسب الطفل له، أو أظل على ذمته بشرط أيضًا أن أجري عملية إجهاض للتخلص من الطفل، ولكني صممت على الطلاق ورفضت العيش معه».

وأضافت «هيام. ش. س»، صاحبة العشرين عامًا، وتقيم في قرية البرنوجي التابعة لمركز دمنهور: «كان أهلي يعانون من ضيق الحالة المادية، ووالدي يعمل في الصحراء بأحد مزارع العنب باليومية، وذهبت في أحد الأيام لمساعدته في حمل محاصيل العنب، وأثناء عملي معه تعرفت على فتاة تعمل في نفس المزرعة، وبعد عدت أيام تحدثت معي هذه الفتاة عن جارها الثري الذي يعمل تاجر سيارات، ويقيم في نفس المنطقة، ويبحث عن فتاة ليتزوجها، والمواصفات التي يُريدها تنطبق علىّ».

وأكدت هيام: «اندهشت من حديث صديقتي، لأنني فقيرة؛ فكيف يبحث هذا الثري عن فتاة له نفس مواصفاتي؟ فأجابتني: إنه يريد فتاة جميلة وفي نفس العمر ولا يهمه حالتها المادية، وبالفعل تحدثت هذه الفتاة مع والدي حول هذا الأمر، ووافق والدي على الفور، خاصة بعد أن عرف أن من يتقدم لخطبتي لايريد سوى عروسة فقط، دون تكليفه أي نفقات، وأنه سيتكفل تجهيز كل شيء مراعاة لحالته المادية، وبدأت الإجراءات لتحضير الفرح، وبعد 3 أشهر تم الزواج بعقد عرفي، ولم نكن نعرف عنه إلا تفاصيل قليلة، وبعد فترة قصيرة من الزواج بدأ يغيب عن البيت لفترات طويلة بحجة أن عمله يضطره لهذا، ويفرض عليه التنقل بين المحافظات».

تتابع هيام: «فجأة وبعد مرور 3 أشهر من غياب زوجي، جاء شخص وطلب مني أن أترك بيتي، لأنه اشتراه من الزوج وسدد له ثمنه، وهنا حاولت التواصل معه من خلال هاتفه، ولكنه كان مغلقًا بإستمرار، وأرغمت على ترك البيت وذهبت إلى منزل والدي، وبسبب حزني تدهورت حالتي الصحية بسبب هذه الظروف، وحين ذهبت إلى الطبيب طلب مني إجراء بعض التحاليل، وبعدها أكد لي أنني حامل، وهنا كانت صدمتي التي جعلتني لا أدرك ماذا أفعل؟ والسبب في هذا عجزي عن التواصل مع زوجي، أو حتى الوصول إلى أي معلومات عن عائلته ومكان اختفائه».

واشارت إلى أن: «ذهب والدي للسؤال على زوجي في المنطقة التي كان يُقيم فيها أثناء زواجنا، ولكن الكل أكد له أنهم لا يعرفون عنه شيء سوى أنه تاجر سيارات من محافظة مطروح، وانتقل من فترة بسيطة للسكن في محافظة البحيرة بجوار عمله الذي يتطلب منه التنقل بصفة مستمرة بين المحافظات، وأمام هذا الواقع المُر أصبحت لا أدري هل أنا متزوجة أم مطلقة؟ ولا أعرف ما هو مصيري ومصير إبني القادم إلى الحياة بعد شهور قليلة».

إجهاض الأجنة

من جانبها قالت الدكتوره هبة خميس، أخصائي نساء وتوليد بمدينة دمنهور: إنه يأتي إليها الكثير من السيدات اللاتي يُردن إجهاض الجنين في الشهور الأولى، بسبب خلافات أسرية، ومنها عدم الاعتراف بالنسب بسبب الحمل في الشهور الأولى من شهور العدة، وعدم إدراك العديد من الأهالي صحة الحمل في الشهور الأولى بعد الطلاق خلال فترة العدة، مشيرة إلى أنها ترفض القيام بعمليات الإجهاض في تلك الحالات.

وأوضحت، أن هذه العمليات تعد جريمة قتل شرعًا وقانونًا، وإنه يجب على الزوج تحري الدقة قبل إلقاء التهم علي زوجته، قائلةً: «السبب الحقيقي يرجع لجهل الزوج والأهل وبالأخص في المناطق الريفية التي ينخفض فيها مستوى التعليم والثقافة ويصدقون العادات والتقاليد الخاطئة، ويخشون حديث الناس أكثر من الحلال والحرام».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً