في ظل تعنت الجانب الإثيوبي وغيابه عن اجتماعات واشنطن الآخيرة عن مفاوضات سد النهضة، خرج وزير الخارجية الإثيوبي غيتدا حشو اندراجو، ضاربًا عرض الحائط بكافة المفاوضات الدائرة، مشيرًا إلى إن بلاده ستبدأ في ملء سد النهضة اعتبارا من يوليو المقبل، أي بعد 4 شهور، محددة كمية مياه يتم تخزينها سنويًا بواقع 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل.
وفي هذا السياق ترصد "أهل مصر" آراء الخبراء والمتخصصين حول بيان الخارجية الإثيوبية، وكمية الأضرار الواقعة على مصر من حجم المياه التى يتم تخزينه، حيث أكد المهندس محمد السباعي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية والري، أنه لا يمكن تشغيل السد وملء الخزان دون الوصول لاتفاق من قبل الأطراف المشاركة في مفاوضات سد النهضة، ذلك في إطار الاتفاقية التي تم توقيعها 2015 في البند الخامس بأن ملء خزان سد النهضة يكون بعد اتفاق بين الدول، وأي إخلال بالبند يعنى مخالفة للأعراف الدولية والقوانين.
وأضاف "السباعي"، في حديثه لـ "أهل مصر"، أن الإجراءات الفنية لن تقوم على احتمالات فلا يمكن الحديث عن ما تقوله أثيوبيا بشأن موعد ملء تشغيل الخزان دون الاتفاق من الأساس".
وتابع: "آخر اتفاقية تمت لم تشارك أثيوبيا، ومن قبلها المفاوضات التى حدثت بكافة ملاحظات الجانب المصري والأثيوبي لم يلتزم الآخير بها حتى الآن"، مشيرًا إلى أن الجانب المصري في صدد دعوة كافة الأطراف للعودة لبداية المفاوضات، والاتفاقية التي تمت النظر إليها عادلة ومستدامة ومشتركة، متمنيًا الالتزام بها من جانب جميع الأطراف.
وفي السياق ذاته، علق محمود زايد، عضو لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، في تصريح خاص لـ "أهل مصر" على مفاوضات سد النهضة، وإعلان أثيوبيا ملء الخزان في يوليو المقبل: "المياه مياهنا ولا قوة يمكنها منعنًا، مؤكدًا أن كل ما يخص سد النهضة القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والقوات المسلحة تحت سيطرتها".
وأضاف "زايد": "الرئيس السيسي اجتمع بالقيادة السياسية لبحث كافة الخيارات للحفاظ على الأمن القومي"، معلقا "الجانب المصري نجح في المفاوضات وكسب دولة عظمى مثل الولايات المتحدة للنظر في القضية والمساعدة على الحل السياسي والعسكري ورقابتها مدى حسن النية من الجانب المصري".
وتابع: "لا أحد يقدر يمنع المياه عن مصر، ونمضى منذ 5 سنوات في الحفاظ على بلادنا من أي ضرر يخص أمنها الغذائي والمائي".
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد الشناوي، أن هناك أضرار جسيمة في حال تنفيذ أثيوبيا حديثها حول ملء وتشغيل سد النهضة وتخزين المياه، مشيرًا إلى أن تحديد ما يقرب من 5 مليار متر مكعب من المياه نظرًا لأن حصة مصر من نهر النيل 55 مليار متر مكعب من المياه، وحصة السودان 18 مليار متر مكعب، إذا الحصة بالكامل 74 مليار متر مكعب.
وأضاف "الشناوي" في تصريح خاص لـ "أهل مصر" في حالة تخزين 5 مليار متر مكعب من المياه، يبقى لمصر 50 مليار متر مكعب وعند تقسيمهم على الأراضي الزراعية يأخذ الفدان حوالي 8 آلاف متر مكعب في السنة بما يعنى خسارة مليون ونصف فدان نتيجة تعرضهم للبوار.
وأوضح أنه عند تصميم سد النهضة لم يتم النظر إلى الفواقد المائية، فأي سد يخزن في بحيرة ويتعرض سطحها إلى تبخر ومع ارتفاع المياه تتسرب في باطن الأرض ولا يمكن تعويضها بما تعني خسارة بالمليارات للمياه".
ويجدر الإشارة إلى أن أعلنت إثيوبيا، أمس الثلاثاء، بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل في مشروع سد النهضة شهر يوليو، وذلك من أصل 74 مليار متر مكعب السعة الإجمالية للبحيرة خلف السد.